وصف الكتاب:
عنوان العمل "عمارة الخراب" لا ينوي إطلاق تعبير لعبيّ، أو شكلانيّ، أو حتى شعريّ، أو محض مفارَقة مجانية. أنه في البدء يستند على الدلالة المعجمية الدقيقة لمفردة خراب. ففي لسان العرب، خرب، الخراب ضد العمران، والخربة موضع الخراب. ودار خربة وأخربها صاحبها، وقد خرَّبه المخرِّب تخريبا. وفي الدعاء "اللهم مخرِّب الدنيا ومعمّر الآخرة" أي خلقتها للخراب. وفي الحديث: (من اقتراب الساعة إخراب العامر وعمارة الخراب)، الإخراب: أن يترك الموضع خربا. والتخريب: الهدم، والمراد به ما يخربه الملوك من العمران، وتعمره من الخراب شهوة لا إصلاحا، ويدخل فيه ما يعمله المترفون من تخريب المساكن العامرة لغير ضرورة وإنشاء عمارتها. وفي حديث بناء مسجد المدينة: (كان فيه نخل وقبور المشركين وخرب، فأمر بالخرب فسويت). قال ابن الأثير: الخرب يجوز أن يكون، بكسر الخاء وفتح الراء، جمع خربة، كنقمة ونقم ; ويجوز أن يكون جمع خربة، بكسر الخاء وسكون الراء، على التخفيف، كنعمة ونعم، ويجوز أن يكون الخرب، بفتح الخاء وكسر الراء، كنبقة ونبق وكلمة وكلم. قال: وقد روي بالحاء المهملة، والثاء المثلثة، يريد به الموضع المحروث للزراعة. وخرّبوا بيوتهم: شُدّد للمبالغة أو لفشو الفعل، وفي التنزيل: "يخربون بيوتهم". وكل ثقب مستدير: خربة مثل ثقب الأذن، وجمعها خرب، وقيل: هو الثقب مستديرا كان أو غير ذلك(...)