وصف الكتاب:
المدينة ومعمارها، وعلاقة الإنسان بهما، هذا هو الموضوع الأثير عند رهيف فياض.. ولكم كان صاحب رؤية والد هذا المهندس المبدع حين أطلق عليه اسم «رهيف». لكأنه هو «المهندس» وصاحب الرؤيا، الفياض بحب الجمال وإمتاع العين وإنعاش روح الإنسان ولعل رهيف فياض يشارك المهندس المميز رفعت الجادرجي استنتاجه بأن العمارة الراهنة قد أصبحت وفي معظم الأمكنة تخاطب نزعة الـEGO أو الأنا المنتفخة.. ومن هنا زيادة الاهتمام بالوظيفة الرمزية للعمارة، وازدهار منطق النفوذ والشهرة النجومية في الحقل المعماري. أخطر من رهيف فياض المهندس هو رهيف فياض الكاتب: إنه يجمع بين موهبتين، حس الجمال والقدرة على التعبير بلغة من أجنحة فراشات ملونة مع متانة السبك وجزالة في المفردات وأناقة في الصورة حتى لتكاد تكون شعراً. إنه يقدم بالكلمات لوحة رائعة عن رؤاه قبل أن يجسدها عمارات وبيوتاً مسورة بالأخضر، لا تسد الأفق أمام النظر ولا تحاصر سكانها بالإسمنت وتتفتح عبر الشوارع مساحات للضوء والهواء والعصافير وأسراب الحمام المتجول كأنما هو حارس الأفق المفتوح لأجنحته.