وصف الكتاب:
حينما نتحدث عن الفنون الشعبية من حيث ماهيتها ومقوماتها وما توحى إلينا به من جمال رائع واتقان فائق ورموز معبرة ينبغى لنا أن نتجه إلى ينابيعها الصافية وبيئاتها المختلفة حتى نقف أولاً على نشأتها ومسيرتها وما تهدف إليه من فلسفة خاصة وإتجاهات متعددة وفى البداية يجدر بنا أن نتعرف على معنى الفن عامة : فى أنه التعبير الصادق عن مجموعة الأحاسيس الكامنة فى ضمير المرء ووجدانه بأى أسلوب مناسب أو بطريقة معقولة لمثالية تتفق وروح الفنان ومزاجه ونمطه الشخصى . والفن الشعبى : له قاعدة تقول أنه ملك الجماعة بمعنى أنه فن لا شخصى وليس له مصمم معين قائماً بذاته لأن الشعب بأكمله هو مصممها وبخاصة الطبقات الشعبية والتى يشترك أفرادها فى نقلها وبقاءها كتراثاً قومياً والفن كان دائماً وليد فكرة قائمة على الفطرة وصدق التعبير وينبثق عن الماضى البعيد المبنى على الأساطير والمعتقدات ومن هنا كان الرمز من أهم السمات التى تشيع فيه بكثرة كما نلحظ فى معظم الأحيان والأزياء الشعبية هى أحد العناصر الهامة المكونة للفن الشعبى ويمكن تعريف الأزياء الشعبية : بأنها هى الأزياء الخاصة بالعامة من القرويين أو سكان الريف بصفة عامة والطبقات الشعبية فى المدن ، وهى أزياء تتصف بمجاراة العرف والتقاليد والنظم الاجتماعية وتنسب للجماعة الشعبية فهى تبتدع بشكل وذوق فطرى . ويعتبر أسلوب تنفيذ الأزياء الشعبية خلاصة المهارة اليدوية فالانسان الشعبى وإن كان ابن الطبيعة إلا أنه فى نفس الوقت سيدها فهو ينطلق بخياله ليبتكر ويبدع فى أزياءه . وتمتاز الأزياء الشعبية فى معظم البلاد بالطابع الزخرفى فمهما أختلفت الأجناس والأقطار فهناك ظاهرة تجمع بين مظاهر هذا الذوق الفطرى للشعوب كلها فالوحدات الهندسية المستخدمة فى التطريز والنقش والحليات والدلايات تتشابه فى معظم البلاد إلى حد بعيد فالذوق الشعبى شغوف بالألوان الزاهية والبراقة وكأن هناك لغة موحدة يتحدث بها جميع البشر هى لغة الزخارف التى تتداخل طارة فى تزاحم شديد وتفترق طارة أخرى فى براءة وكأن الذين يصممونها أطفال صغار والأزياء الشعبية لها طابع يجعلها دائماً مرتبطة بالتراث القديم فمعظم الأزياء الشعبية يمكن ارجاع مصادرها للعصور الفرعونية وبعضها يقارب العصور اليونانية والرومانية والبعض الآخر يتصل بالطرز الإسلامية على اختلاف أنواعها إذ أن الأزياء الشعبية ليست وليدة المصادفة بل تمتد جذورها للحضارات القديمة لذلك لابد وأن نقتفى آثارها ونقف على مصادرها فهى تعبير فنى مباشر عن البيئة المحلية وهى جزء من التراث لما لها من اتصال مباشر بالإنسان فى كل زمان ومكان فهى بحق المرآة التى تعبر عن جوانب الحياة المرتبطة بالشخص الذى يرتديه لأن الناظر يرى من خلالها عادات وتقاليد وفنون الأفراد بل يمكن معرفة رتبة مرتديها ووصفه الاجتماعى من خلالها كما أن الأزياء الشعبية تلخص لنا التراث القديم وتوضح مدى ارتباطه بالحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأفراد ونظام الحكم . والأزياء التراثية النسائية الإماراتيه لها نفس الطابع الشعبى والذى يميزها عن غيرها من البلدان مما يدعو إلى الاهتمام بها وتسجيلها في هذا الكتاب . يحتوى الكتاب على خمس فصول : 1- العوامل البيئية لدولة الإمارات العربية المتحدة 2- الحياة الاجتماعية وعادات مجتمع الإمارات وتقاليده 3- أنماط الملابس التراثية النسائية بدولة الإمارات 4- أهم الأقمشة وتقنيات التفصيل والحياكة المستخدمة وأخيرا دراسة مكملات الأزياء والحلى ووسائل الزينة