وصف الكتاب:
وصف الكتاب: لكون البيئة هو موطن الحياة، فأن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه (حفاظاً على الحياة) هو حماية البيئة. وبما أن الإنسان هو أكبر مؤثر في البيئة سلباً أو إيجاباً فإن حماية البيئة تستلزم فهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومكوناتها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، وذلك إلى جانب العمل الجماعي الجاد لحماية هذه البيئة وضمان استمرارها موطنا مقبولاً للحياة. بعبارة أخرى ينبغي أن يفهم الإنسان ( فهما منظومياً تقويمياً متقدماً) حقيقة البيئة على أنها تشكل نظاماً شاملاً متكاملاً لا يقبل التجزئة، ويتميز بالتفاعل المستمر بين مكوناته الحية وغير الحية، إلى جانب المكونات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتقنية، وأن تتمحور البيئة أساساً حول الإنسان الذي هو المكون الحي الرئيسي فيها. وحتى يمكن أن يفهم الإنسان هذه الحقيقة، ويَعِيَها بعمق، ويعمل من منطلقها، فإنه يحتاج إلى المؤسسات التي تقوم بتوعيته وإفهامه وإشراكه في المسؤولية لكي يصبح ذلك إدراكا لديه، وسلوكا يتبعه في حياته، ونهجا يسير عليه. لقد تميز موضوع البيئة عبر مراحل سبقت القرن العشرين بأهمية محدودة تكاد تقتصر على وصفها وتحديد أهم عناصرها ومكوناتها، وذلك في إطار الإمكانيات المتاحة لرصد الشواهد والمتغيرات التي تطرأ على عناصر هذه "البيئة"، فالمصطلح ذاته كان شاملا جامعا لم يختلف عليه ولا حوله العلماء كثيرا، ولكن توجهات العالم الحالية بدأت تتمحور حول الإحساس العام بالأخطار البيئية والمتاعب التي يتعرض لها هذا الكوكب في ظل تزايد الاتصالات العالمية والتقدم التقني، مما اضاف المزيد من القلق الذي يشكل فجوة هائلة ( تتزايد مع الايام) بين الإنسان واستهلاكاته المتطرفة وطموحاته غير العقلانية من جهة، وتدهور البيئة ومواردها من جهة أخرى، وبهذا أخذ مصطلح "البيئة" معانيَ اكثر عمقا واتجاها وموضوعية في الأطر الفلسفية المتنوعة للتيارات المعاصرة. وقد حرك هذا القلق الواسع رغبة العلماء والباحثين لمزيد من البحث والدراسة والعمل، فبعد ان كانت المشكلة السكانية شغل العلماء الشاغل اصبح الآن المركب البشري كله: الكوكب والسكان والموارد في خطر، واصبحت الأزمة البيئية على كل لسان، فقفزت الى المناهج الدراسية مصطلحات جديدة عرفها المتعلم أخيرا، لم تكن واردة من قبل في القواميس والمعاجم مثل: المحيط البيئي والتوازن البيئي والتلوث البيئي والاستراتيجيات البيئية والوعي البيئي والتربية البيئية.. ولعل من أهم الأدوار الرئيسة للباحث في علوم البيئة هو العمل على تحسين إدارة الموارد الطبيعية، والتخفيف من التلوث من اجل الحفاظ على الموارد الطبيعية العالمية صحية ومتوازنة بقدر الإمكان .فمن خلال تطوير مفاهيمنا لنظم التفاعلات البيئية قد نكون قادرين على تحديد وتنفيذ حلول فعّالة للتحديات البيئية التي نواجهها حاضراً ونتوقّعها مستقبلاً. فمثلاً تشكل دراسة التأثير على البيئة أداة وقائية تدخل في إطار سياسة حماية البيئة، وتتضمن هذه الدراسة ثلاثة عناصر: