وصف الكتاب:
لعل كشفًا من كشوف التحليل النفسي لم يلفت الأنظار كما لفته كشف فرويد لحقيقة الأحلام ووظيفتها العقلية وذلك أن الأحلام وما يحيط بها من الغرابة قد لفتَت نظر الإنسان منذ القِدم، وقد كان جو الغموض والرهبة اللذين يحيطان بها مما يزيد في تفكيره في شأنها. وقد نسبها الإنسان حينًا للشيطان وحينًا لأرواح الموتى، ولكنه فهم منذ القِدَم أن لها وظيفة وأنها لم توجد في حياة الإنسان عبثًا. الحلم هو ذهان، له كل ما للذهان من هذيانات وأوهام، لكنه ذهان يستمر مدة قصيرة فقط، وهو غير مُضر، بل قد يؤدي وظيفة مفيدة تتم برضا الشخص وتنتهي بعمل يصدر عن إرادته[2]. لذلك فإنه لا يعد مدخلاً لدراسة العُصابات وحسب، بل هو نفسه شكل من أشكال الأعراض العصابية، لكن ميزته أنه يظهر بصورة عامة لدى جميع الناس بما فيهم الأصحاء نفسيًا، وبالتالي حتى لو كان كل الناس أصحاء من الناحية النفسية، فإن عرضهم النفسي الوحيد هو الحلم الذي من خلاله نستطيع أن نصل إلى نفس نتائج تحليل العصابات، والدخول إلى عالم اللاشعور.