وصف الكتاب:
موضوع بالغ الأهمية في مسيرة التنوير، لأنه يلقي الأضواء على مسيرة المرأة في مجتمعنا العربي، ويبين السبب في وصفها "بالرئة المعطلة" أو "ذلك الجنس الآخر الذي يختلف عن جنس الرجال! والواقع أن الصورة السيئة عن المرأة المنتشرة بيننا هي التي رسمها الفلاسفة، وهم يعبرون بذلك عن التراث السائد في مجتمعاتهم. مصداقاً لقول هيجل: إن كلاً منا هو ابن عصره، وربيب زمانه... وأن الفلسفة هي ملخصاً في الفكر.. فأفلاطون، وأرسطو، وغيرهما من فلاسفة اليونان لخصوا في أفكار نظرية مجردة كراهية المرأة ووضعها المتدني الذي ساد التراث اليوناني. وكذلك فعل فلاسفة المسيحية: كلمنت السكندري، وترتليان، وأريجين، والقديس أوغسطين، والقديس توما الأكويني.. الخ، مع إضافة مسحة من القداسة الدينية على أفكار اليومان، وقل الشيء نفسه في تراثنا العربي الذي نقل الفكر اليوناني وتأثر به تأثر قوياً. ولم تبدأ هذه الصورة السيئة في التحسن إلا عندما تغيرت ظروف المجتمع الحديث السياسية والاقتصادية، فظهر فلاسفة من أمثال: مونتسكيو، وجون ستيورات مل وغيرهما، ودعوا إلى تحرير المرأة وإعطائها حقوقها كاملة. وهذه السلسلة تهدف إلى تعديل الصورة السيئة التي استمرت في بلادنا سنوات طويلة بالكشف عن أفكار روح لها فلاسفة وثنيون عبروا عن تراثهم ثم ثبت في أذهاننا فمن منا لم يقرأ أو يسمه عن طيش المرأة، وضعف العقل عندها وتغلب العاطفة والانفعال، ونقص الذكاء، وعدم قدرتها على القيادة والإدارة، والحكم ووجوب خضوعها الكامل للرجال...؟ هذه كلها أفكار أرسطو لكننا أصبحنا نرددها على أنها أفكار مقدسة لا يأتيها الباطل!