وصف الكتاب:
يتناول الكاتب في مقدمته أسباب الكتابة في هذا الموضوع، ويعيدها إلى سببين: أولهما استغلال النظريات المادية المعاصرة للنظرية الدارونية لتكريس مبادئها القائمة على إنكار حقائق الكون الكبرى المتمثلة بوجود الله تعالى ونزول الوحي على الأنبياء والرسل والمعاد. وثانيهما ما يثيره أصحاب النظريات المادية من تناقض موهوم بين الدين والعلم اعتمادا على ما كان من علاقة بين الدارونية باعتبارها ممثلة للعلم، وأن الدين يمثل وجهة النظر غير العلمية. يشير الكاتب إلى أن نظرية (التطور العضويorganic evolution) الذي جاءت به الدارونية والذي استنبطت منه فكرة الارتقاء، تفتقر إلى الأدلة العلمية كما يشير إلى ذلك كثير من العلماء مثل السير آرثر كيث الذي يعترف أنها غير ثابتة علميا، لكنها البديل للفكر الديني، أي أنها الخيار الوحيد بالنسبة لهم. وبعد ذلك يذكر المؤلف ثلاث حقائق: الأولى أن دارون(1809-1882) لم يكن الواضع الأول للنظرية في كتابه(أصل الأنواع)، فقد سبقه الفرنسي جان باتيست لامارك(1748-1829) في كتابه(فلسفة الحيوان). لكن دارون أدخل عليها تعديلات جعلتها أكثر مرونة. كما أن كهنة بابل وآشور ومصر قد سبقوا الاثنين قبل آلاف السنين في الاعتقاد أن الإنسان كان في البدء كتلة لزجة من المادة لا شكل لها ولا صورة، وقد نفث خالقها فيها نفثة من الحياة، ثم أثّرت فيها الطبيعة واشتركت في ذلك الكواكب، فتقلبت في أطوار من النشوء حتى أصبحت في صورتها البشرية. الحقيقة الثانية هي أن العلماء المتعصبين للدارونية يتصدون لأي دليل علمي من العلوم التجريبية يتناقض معها ويكذبونه، وإذا ما فرض نفسه قاموا ببعض التعديلات في أصل النظرية، حتى أنها تغيرت جذريا. الحقيقة الثالثة أن الدارونية هي مجرد وجهة نظر ليس إلا، كما قال عنها واضعها ابتداء. فهي بحاجة إلى إثباتات علمية وتعديلات وإعادة نظر مستمرة.