وصف الكتاب:
شقت هذه الدراسة طريقها بين انعطافين، ارتسم الأول في مطلع القرن السادس عشر، بينما ارتسم الآخر في بداية القرن التاسع عشر وخلاله. وقد حاولت هذه الدراسة أن تحدّد النطاق الذي نشأ فيه الفقيه على نحو مستقل عن ميدان الدولة. هذا الكتاب يتناول الباحث بالدراسة هذه الحرفية وعلاقة العقبة بالسلطان من خلال صفته ككاتب وقد حاول الباحث تحرير النطاق الذي نشأ فيه الفقيه على نحو مستقل عن ميدان الدولة وقد استبقى لذلك أمثلة من التاريخ وتحديداً تلك التي تزامنت مع مطالع القرن السادس عشر وذلك لسرد العبر الخاصة بعلاقة الفقيه بالحكم، بالإضافة إلى إبراز اضطهاد الخلفاء والحكام للفقهاء، أو ذكر انعاماتهم عليهم، وهذا لا يغيّر من كون الأجهزة الفقهية قد عملت في ميدانها الخاص، وهو ميدان متمايز عن حقل الدولة والسلطة، بالإضافة إلى تلك الأمثلة والنماذج من بداية القرن التاسع عشر وخلاله، والهدف من وراء ذلك ليس فقط تحليل خطاب المثقف في الإنسانيات والاجتماعيات، أو تحليل الخطاب الديني عنه الإصلاحي، كذلك فإن تحليل خطابات الفقيه والكاتب لم يكن غرضها أيضاً، وان تطرق الباحث في بعض الأحيان إلى ذلك، فيشكل جانبين، ولتوضيح الفكرة الرئيسية والخاصة بالأجهزة والتشكيلات ووظائفها وأدوارها، وإنما هدف الباحث إعادة علامة المثقف بالسلطة أهل القلم بالسلطة الحاكم إلى إطارها، لأن ما اعتبر أزمة علاقة المثقف بالسلطة، لا يمكن أن يشكل نقطة انطلاق لقراءة تجارب استغرقها التاريخ، فهذه الأزمة المعاصرة لا تملك قوة إسترجاعية، ولا نفس علاقة أهل العلم وأهل القلم بالسلطة الحاكمة، التي عمد الباحث في هذه الدراسة إلى إعادتها لإطارها.