وصف الكتاب:
علم مقارنة الأديان؛ أصوله ومناهجه ومساهمة علماء المسلمين والغرب في تأصيليه إذا كانت الثقافة المتبادلة حاجة إنسانية، فإن العقائد تفرض نفسها كي تكون إحدى سمات تلك الثقافة الكونية التي يجب أن يتسم بها العقل البشري. ولعل الجهل بهذه السمة يشكل أحد المعوقات أمام جو من التفاهم الإنساني. ولعل ذلك جعل كثيراً من سوء التفاهم يسيطر على العقول والنفس حتى تحدث الحروب والنزاعات ومن ثم إرتهان البشر للإبادة والقتل والتشريد، وإلى هذا فإن علم مقارنة الأديان يلقي الأضواء على عقائد الشعوب القديمة، ويدفعنا لإدراك كيفية نظرتها للألوهية والنبوات والعالم الآخر، ثم نعرف كيف كانت الأساطير تدخل عالم عقائدهم، وكيف أن السحر أحد المكونات في تلك العقائد. بالإضافة إلى ذلك فإن عالم مقارنة الأديان يعرفنا كيف جرت مسيرة التحول والتطور الدينيين لدى الشعوب، فهل بدأت موحدة أم كانت وثنية. ثم تعرفنا كيف انتشرت الوثنية على تلك المساحات الشاسعة من تراب هذه الأرض، كيف انتقل التفكير الديني من المجرد إلى المجسم ثم كيف عاد إلى التجريد المتقدم المرتبط بالعقائد السماوية الكبرى. ومن خلال هذا العلم ندرك عملية التأثر والتأثير في العقائد الوضعية والوثنية الكبرى، كما عند الهندوسية والبوذية، وندرك أيضاً أحادية المصدر في بعض الأديان، بالإضافة إلى ذلك كله ومن خلال هذا العلم يمكن لنا أن نرى كيف استفادت العقيدة التوراتية من العقائد الوثنية المنتشرة في ذلك المحيط الجغرافي العربي القديم، كما أشارت إلى ذلك التوراة نفسها. وكيف يمكن تفسير وجود وصايا عشر لدى البوذية هي نفسها لدى الموسوية، ثم كيف تفسر التقاطع الحاصل بين القرآن الكريم والتوراة في بعض الأحداث المرتبطة ببعض الأنبياء، وهل بإمكاننا التسليم ببعض النظريات المفسرة للأديان المقارنة أو التي يمكن أن توضع تحت أضواء مقارنة الأديان كعلم، وهل ينطلق على العقائد الوضعية ينطبق على العقائد السماوية. من هنا، يمكن القول بأن علم مقارنة الأديان يجب على ألف سؤال وسؤال إذا ما وضع له منهج علمي عقلي بعيد عن الهوى والتعصب والانحياز الذي وقع فيه بعض علماء مقارنة الأديان.