وصف الكتاب:
لمنطق هو رأس العلوم العقلية أو الفلسفية وهو العلم الذي يعصم الذهن عن الخطأ في اقتناص المطالب المجهولة من الأمور الحاصلة المعلومة، وفائدته تمييز الخطأ من الصواب فيما يلتمسه الناظر في الموجودات وعوارضها. وعلم المنطق الذي يشتمل عليه سلّم العلامة الخضري، الذي أتى شرحه وتحقيقه في هذه الكتاب، هو في الواقع المنطق بصيغته الأرسطية وما أضافه تلامذة أرسطو، وطليعتهم فرفوريوس من أبعاد جديدة في كتابه "ايساغوجي" الشامل للتصورات والقضايا والقياسات المنطقية من حيث صورتها لا مادتها، وما يتفرع من المنطق الأرسطي من منطق مولد جديد هو المنطق الرمزي أو المنطق الرياضي أو الجبري أو اللوغاريتمي، وقد سمي بالرمزي لأن قوانين هذا العلم عبّر عنها بالرموز والإشارات، وليس بالألفاظ والعبارات. إن هذا الكتاب من شأنه أن يضع بين يدي الدارس الساعي إلى المفاهيم الفكرية القديمة، والتواق إلى رحاب البناء العقلي المتماسك ومجالات لتركيب والتحليل في ميادين البحث والاستقراء المختلفة... إمكانات الاختيار في العلم الواحد بين نمطين أو مذهبين في العرض والتبسيط، يستنير بهما، وهو بحث الخطى في استقصاء ألوان المعرفة، وضروب المذاقات الثقافية. وقد حرص المحقق على أن تأتي حواشي شرحه على شرح الأخضري لسلّمه ذات مرتكزين: لغوي تفسيري وآخر منهجي فلسفي، بحيث تتعانق الصورتان وتتعاون لإيضاح المبهم من درجات السلّم، وتلقيان الضوء على الزوايا القاتمة والغامضة.