وصف الكتاب:
إن التنظيم المدني الحديث قلب شكل المدن وغير مضمونها سلبياً وذلك بإلقائه مفهوم الشارع الكلاسيكي وفصل المباني عن بعضها البعض. تهدف هذه السلسلة التي تتناول الإشكالية المدينية المعاصرة، إلى أولاً التأمل بالتغيير الذي طرأ على المدن وذلك على عدة مراحل منذ بضعة قرون. ثانياً، تحديد بؤر الفساد والشواذات واستخلاص الأخطاء والقرارات غير الحكمية التي أدت إلى جعل المدينة عالماً يخلو من المنطق ويبدو مشتت العناصر، وهذا ما يبعدها، أي المدينة، عن هدفها الأساسي وهو تأمين الطمأنينة والراحة لسكانها. ترتكز مجمل دراسات هذه السلسلة على تحديد مبدأ "النسيج المديني" وكيفية الحفاظ على نموه وتطوره الطبيعيين. وإذا أردنا تلخيص محتويات هذه الدراسة من السلسلة نقول بأنها وصف للمدينة وهي تحتضر، ذلك أن الحي وهو العنصر الرئيسي الذي يميز المدينة عن غيرها، والذي خضع خلال القرن التاسع عشر لتحول عميق، كاد أن يزول نهائياً خلال القرن العشرين. سوف نحاول من خلال هذا الكتاب البحث عن "ما وراء" الحي بهدف استنتاج ما هي عليه المدينة اليوم وتحديد كيفية تطورها.