وصف الكتاب:
إن البناء كما التخطيطات المدينية، تشمل دوماً سبل رسم الطرقات وكيفية تقطيع العقارات فضلاً عن تركيز الأبنية وتحديد أحجامها، وهذا ما يؤثر لاحقاً على مقدرة النسيج المديني لاستيعاب التطور والنمو المدينيين وتجديد كافة النشاطات الخاصة بالمدينة. إن مجمل هذه "الأشكال" الناتجة عن التخطيطات ذاتها والتي تم تصميمها لكي "تعيش" طويلاً، غالباً ما يفقد مبتكروها السيطرة عليها وذلك بسبب عدم أخذهم بالاعتبار أي تطور مستقبلي محتمل مما يجعلها، أي هذه "الأشكال" المدينية، حاجزاً لنمو المدينة السليم. إن الوضع المتردي للمدينة المعاصرة ناتج عن عدم التنسيق والتنفيذ الفعلي، لذلك يتوجب علينا إعادة النظر جذرياً بالمنهجية المتبعة. هذا الكتاب الذي يجمع بين وصف الواقع وتحليله من جهة وشرح بعض المقترحات التي تبدو لنا منطقية، من جهة ثانية، يهدف إلى محاولة تحديد بؤر الفساد واستئصال أسبابها، وفي الوقت عينه، يسعى إلى توعية سكان المدينة حول تردي بيئتهم المدينية وكيفي الحفاظ عليها لكي تنمو نمواً سليماً خالياً من الشواذات التي يسببها التطور الاقتصادي والنمو الديموغرافي العشوائيين.