وصف الكتاب:
لم تكرم حضارة القلم والحرف الذي يسطره هذا القلم، كما كرمتهما حضارة الإسلام، ولم يتبوأ الخط في أية حضارة المقام الرفيع الذي تبوأه في تلك الحضارة، حتى عدا فناً تعبيرياً يفرغ الخطاط فيه عبقرية وشخصية. وحتى أصبح بديلاً رائعاً عن التصوير الذي عرفة الحضارات الأخرى. واستطاع فنانو الخط العربي أن يزاوجوا بين المعنى والشكل في براعة نادرة، وأن ينفخوا في رسم الكلمات روحاً شفافاً يتراءى بين الحروف لتصبح الجملة المكتوبة آية يموج فيها الجمال الحي النابض. هذا ما يبدو واضحاً في الدراسة الفنية التاريخية التي قدمها المؤلف في هذا الكتاب، مواكباً الخط العربي منذ نشأته إلى نموه وتطوره خلال العصور وفي مختلف البقاع الإسلامية. وقد أظهر المؤلف ما يتفرد به فن الخط العربي من اختزال وجمال جعلاه قادراً على مقاومة جميع المحاولات التي جهدت يائسة من أجل إحلال الحرف اللاتيني محلّه. وأفرد المؤلف صفحات رحبة من كتابه تضم لوحات فنية ونماذج رائعة دبجها رواد الخط العربي وهي ليست مخطوطة فقط بل إنها منقولة عن نقوش محفورة أو عن رسوم نافرة تكتسي أواناً زاهية جذابة وتمثل تمثيلاً صادقاً مدارس الخط المختلفة في عصورها القديمة والحديثة. ويزيد هذا الكتاب قيمة أن مؤلفه خطاط كبير، يعد من أعلام الخط العربي المعاصرين، الذين أغنت أناملهم هذا الفن الجميل بآيات رائعة من اللوحات والخطوط زينت الجدران والكتب، كما تخرج على يده نخبة من الخطاطين المعروفين.