وصف الكتاب:
لما كان للنقود من آثار وأهمية متعددة الجوانب في حياتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية والفكرية فقد برزت الحاجة في التاريخ الإسلامي إلى مثل هذا الدراسة في موضوع النقود الإسلامية وتطورها، خاصة وإن سعة المساحة في هذه النقود التي بلغت 10سم3، وجانب خلوها من الصور ساهم في إحتوائها على قدر كبير من المعلومات فاقت مثيلاتها من العملات الأخرى، حيث بلغ ما حملته على الوجهين ما بين خمسين إلى مائة كلمة، موزعة بين نصوص دينية ومأثورات وشارات وعلامات دالة على الجودة، إلى جانب حملها أسماء الخلفاء، أو الأمراء أو الوزراء أو ولاة العهد، أو مشرفي دار السكة، أو ذكر الألقاب أو الكنى واسم مدينة الضرب وتاريخ الضرب وغيرها. وعلى الرغم من أهمية هذا الموضوع في تاريخنا الإسلامي إلا أن المكتبة التاريخية تعاني من نقص واضح في موضوع النقد الإسلامي، ولعل سبب ذلك يرجع إلى قلة المراجع والمصادر التي تناولت هذا الموضوع كموضوع متخصص. لذا جاء إختيار موضوع هذا الكتاب، تطور النقود الإسلامية حتى نهاية الخلافة العباسية لأهمية هذا العلم في عملية البحث التاريخي، وكذلك اعتماده كمرجع أولياً وتاريخياً في تاريخ الأمم، يمكن الإعتماد عليه والوثوق به بعد إخضاعه للبحث العلمي، ومقارنته وربطه بالمراجع والمصادر التاريخية الأخرى. من هنا، جاءت محتويات هذه الدراسة ضمن: مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، تناول الفصل الأول فيها: أساليب التبادل وتطورها في الحضارات القديمة، وقد اشتمل الفصل الثاني: المسكوكات المتداولة في صدر الإسلام دراسة تاريخية وافية لأساليب التبادل وظهور العملة وتطورها في بلاد العرب القديمة (الشمالية والجنوبية)، أما الفصل الثالث "الخلافة الأموية وحركة التعريب"، تناولت المحاولات الاولى الجادة لعملية التطور النقدي نحو التخلص مرحلياً من التأثيرات الأجنبية في العملة المتداولة في البلاد الإسلامية، وحين تناول الفصل الرابع: "تطور المسكوكلات في عهد الخلافة العباسية"، حيث استحدث العباسيون في عهدهم نقداً مميزاً حمل سمة الخلافة العباسية وعاصمتها الجديدة (بغداد)، واحتوى الفصل الخامس والأخير على إستعراض واضح لنماذج النقود المتداولة في الدينار والدرهم والفلوس، تناولت كل ما جرى عليها من جهة النصوص والوزن والقطر والشكل والرسوم والعلامات خلال (العصر الأول 40-132هـ)، وبعض نماذج النقد للعصر العباسي الثاني مع إبراز التغيرات التي استحدثوها على النقود في كل عصر.