وصف الكتاب:
ما برحت الشام قطب هذه الجبهة، ومن دونها لا يكتمل عقد الأخيرة، ودائماً كان الموقع الجغرافي ما يكسبها أهميتها، ويضعها، منذ ارتباطها بالإسلام، أمام دور، لم يكن متاحاً، لأي موقع آخر، التصدي بالكفاءة عينها له، سواء كانت التحديات بيزنطية أو صليبية أو مغولية، دون الانتهاء بالتحدي الصهيوني الأكثر ممانعة له. ولكن هذا الموقع، كان ما يزال عبر تلك المسافة عرضة لتغيرات تأخذه إلى التذبذب ما بين صعود وهبوط.. فإذا ما اقترن الدور بقيادة استثنائية، كان يعني ذلك توهج الموقع الذي يصبح من الحصانة، ما يدفع كل خطر خارجي عنه، ومن القوة ما يجعله حاضراً في السياسات الإقليمية والدولية، ومن التأثير ما يشكل عنصر توازن أساسي في محيطه. وفي المقابل، فإن عجز القيادة عن القيام بدورها، ينعكس تراجعاً على الموقع، وتعثراً أمام تحدياته، وافتقاداً بالتالي لنقطة الضوء التي تحدد مسار حركة التاريخ وتعرجاتها.