وصف الكتاب:
الأمثال العربية . المثل في الاصطلاح هو العبارة الفنية السائرة الموجزة التي تصاغ لتصور موقفًا أو حادثة ولتستخلص خبرة إنسانية يمكن استعادتها في حالة أخرى مشابهة لها مثل: (رب ساعٍ لقاعد) و (إياك أعني واسمعي يا جارة) و (إن البغاث بأرضنا يستنسر) و (رجع بخفي حنين) و (رب قول أشد من صول). وقد عرّف العرب القدامى الأمثال وحددوا للمثل شروطًا، وهي أنه يجب أن يجتمع فيه إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكناية. وقد أكدوا كثيرًا على شرط السيرورة والشيوع مشيرين إلى أهمية المثل التعليمية وإلى دوره وجانبه النفعي. وقد ارتبطت الأمثال بالاستدلال واستخلاص الحكمة والعظة. والأصل السامي العام لهذه الكلمة يتضمن معنى المماثلة، ولهذا عرفه الزمخشري وغيره قديمًا بأنه بمعنى المِثْل والنظير. ومن هذا الأصل تظهر أهمية المثل إذ يمكن له – وهو الذي يحمل إحدى خبرات الحياة- أن يمتد عمره وينتقل عبر حالات أخرى مماثلة. ويمكن التركيز على معنى التمثيل في المثل الذي يأتي من تشبيه شيء بشيء عن طريق المقارنة التصويرية التشخيصية. إذ هذه الحاجة للتجريد توجد لدى الشعوب البدائية، ولذلك تعد الأمثال من أقدم وأعرق أنواع الأدب لدى كل الشعوب تقريبًا. وفيها تتمثل روح الشعب وينعكس فيها الشعور والتفكير وطرائق التعبير، كما تحمل في طياتها صورة عن المجتمع بعاداته وتقاليده ومعتقداته. تاريخ الأمثال وتحديدها. لايمكن تحديد تاريخ لنشوء المثل، فقد رافق الإنسان منذ القدم. ولكون الأمثال تعكس روح الجماعة ووجدان الأمة، وبسبب من هذه السمة الجماعية الشعبية فهي في القالب مجهولة القائل.