وصف الكتاب:
يسعى الكتاب إلى إبانة التحول (الأصل) في الفكر السياسي المعاصر، ألا وهو الإنعطاف بمسار العقل الغربي من الشمولية التأملية - إلى رد فعل الحدث والآنية، إنها إنعطافة كبرى قد لا تروق لكثير من منظري الحداثة، لكننا وجدناها أمراً واقعاً، لأسباب منها: براعة خطاب ما بعد الحداثية في كشفه عمّا عجز أو سكت عنه خطاب الحداثة فترة طويلة (الضياع في التقنية، الجنس ودوره، الإعلام وعنفه، فشل الأيدلوجيات)، وكذلك إنكفاء العقل الحداثي على القول الكلياني، جعل من كينونة الثقافات المتعددة آيلة إلى الإذابة والإصهار (العمدي) إن استمر على إنتاج وإستهلاك نص التمركز اللوغوسي الغربي وممارسته. ويعد البحث في النظرية والفعل السياسي وقيمتهما، موضوع الفلسفة الرئيس اليوم، فكل ما تحاول الفلسفات الإجابة عنه من سؤال انطولوجي أو معرفي أو قيمي، تحول بصورة أو بأخرى إلى سؤال في السياسة، سؤال في معنى وجودنا وقيمته تحت نظام معين (ليبرالي أو جمهوري)