وصف الكتاب:
شكلت العلاقة بين الفلسفة والتاريخ في فكرنا العربي الإسلامي إحدى القضايا الأساسية، بل إنها كانت الهاجس الذي يملأ أطروحاته، ولم يكن ذلك بالشيء الجديد لأننا لو عدنا إلى نشأته واتصاله بالحضارات المجاورة خاصة اليونانية منها، وظهور الفلسفة من حيث هي حقل معرفي جديد يضاف إلى حقل اللغة والنحو والفقه والتاريخ نجد مواجهة مستلهمة أحياناً لهذا الحقل، ونعني بها الفلسفة، مطوعة لأطروحاته كما هو الحال مع الكندي والفارابي ومواجهة رافضة أحياناً أخرى كما هو الحال مع الغزالي لحقاً. لكن في هذه المواجهة المستلهمة والرافضة كان الوعي يتشكل في كل مرة في صورة جديدة مغيرة للأولى. وللوقوف على نموذج من هذه الصور يأتي مؤلف إبن طاهر المطهري المقدسي البدء والتاريخ الذي كتب في حدود بدايات النصف الثاني من القرن العاشر ليرسم لنا مثل هذا الوعي بالتاريخ، ويحيلنا على كثير من المسائل المهمة في قراءتنا للتاريخ الكوني من جهة والعربي الإسلامي من جهة أخرى ... يكشف كتاب البدء والتاريخ عن بذور جنينية لنشوء فلسفة للتاريخ في الثقافة العربية الإسلامية.