وصف الكتاب:
إن غرضنا هو أن نعمل وفق رهان يحاول إرتسام إستشكال جذري نتساءل في مستواه عن معنى ذاتنا في أفق الإنسانية، من أجل ذلك فإنه قد بدا لنا أن مشكلة العصر إنما هي مشكلة: من نحن؟...في هذه اللحظة الدقيقة، ولا شك أن الهدف الرئيس اليوم، ليس أن نكتشف، بل أن نرفض، من نحن؟ لذلك فنحن نروم هنا أن نتوقف وفي هذا المقام بالذات عند إمكان تخيل، كيفية وجود مغايرة وسبلاً بها نخرج من دوائر الإنحياز للقدامى، تأكيداً لحق الإختلاف، فمثلي أنا نفسي يكون بوسع الآخر أن يكون له ما كان لي، وهو ما يعني التدرّب المضني على نمط جديد من الإستبصار بالآخر، بل قل من الإعتراف بأنّه ند لي.من هم الذين ليسوا نحن؟ ومن هو الذي نسميه أنا نفسي؟ وكيف نتبصر علاقتنا بذواتنا ونساعد الناس على الإنتماء الهادئ لأنفسهم، في مسعى حثيث ومسار بعيد، يؤشر إلى نقلة ممكنة من التتريث ( = القراءة التراثوية للتراث) إلى الحرية والحداثة والتحديث؟ ولكن ألا يؤدي التلازم بين نزعة التعدد الثقافي ونزعة الهوية إلى السقوط في صراعات عقيم لا أفق تاريخي لها؟.لقد آن الأوان أن نحاول البحث عن شيء آخر، ما دامت لعبة الغرب قد انتهت فينا، جملة جميلة كان قد أطلقها فانون ذات مناسبة، وردّد رجع صداها عبد الكبير الخطيبي في سؤال حاد وكثيف، عملوا على إنسانا إياه: أليس هذا وهما، ما دام الغرب يقيم في كياننا؟...لا بد من إستئناف الحوار مع سر هذا التراجع، من أجل ألا تغطي اللامبالاة ذاكرتنا، ووحده هذا الإقلاق هو الذي يزحزح علاقتنا بالتراث لئلا تبقى أرضية السؤال هي إياها وأن يتخلخل بنقد يقظ نظام المعرفة السائدة ويتقوض البناء النظري الذي يقوم عليه التفاوت الإجتماعي وأسسه الأخلاقية، لحظتئذ نغادر الحنين الساذج للأصل القديم.