وصف الكتاب:
يتضمن هذا الكتاب فصولاً كتبها المؤلف حول التجديد والحداثة وبدع المجددين والمحدثين، مما كانت تغص به صفحات الكتب والمجلات على مدى الوطن العربي الكبير. وكان يضيق ذرعاً بما تحمله هذه الكتب والصحف والمجلات من تبشير بالتجديد والحداثة ومحاولات مستمرة للإزراء بالأصيل وأهله ودعاتِهِ، مما لا يقوم على أساس ولا يعتمد على منطق. كان يحس أن هم الذين كانوا يرفعون شعارات التجديد والحداثة، هو التخلي عن كل القيم التي يعتز بها العربي من حفاظ على صحة الكلام وفصاحته وقوته من جهة، وتمسك بمعايير النغم الموسيقي المطرب المرقص من جهة أخرى. فالتخلي عن هذه القيم يجعل العملية الفنية الإبداعية أيسر وأقل كلفة. كما ظنّوا أنَّ من شأن ذلك أن يفتح الباب على مصراعيه أمام طوابير المجددين المبدعين، بحيث يفيضون كالسيل فتغص بهم المجالس والنوادي ودور العلم. وما علموا أن التخلِّي عن القواعد والقوانين من شأنه أن يجرّ إلى الفوضى واختلال المقاييس واختلاط الحابل بالنابل، بحيث يضطرب الأمر على أجيالنا الطالعة فيغرقون في الخلل والفساد ويغوصون في وَحل الغفلة والجهالة. إنها محاولة جادة للتصدي لهذه الحملات التضليلية التي أفسدت الذوق وأخرجته عن مساره الصحيح.