وصف الكتاب:
نظن أن أكبر قضية -وزلة- اقترفتها الكتابة السردية العربية، والنقد المحايث لها، هي غفلتها-بالجهل، بالتجاهل أن التناسي -عن طبيعة ممارستها بالعكس، معالجتها لمعطى الواقعية، ما جعلها تعتبر الكتابة صنو الواقع أو بالعكس، وقليلاً ما تحلق -كما ينبغي لها- بأجنحة التخييل في سمائه الفسيحة. وفي عملنا هذا نسعى لإعادة الاعتبار لهذا المكون الجوهري الذي نراه عماد السرد، والواقع أرضيته، ونصحح -هل نستطيع؟- ما أمكن هذا الخلل، لن نعيد الكتابة، بالطبع، ولكن القراءة. أجل، إنها القراءة، ثم التأويل، وهما معاً في آن، وقراءتنا تستند إلى تجربتنا الثقافية -الأدبية عامة، وإلى ما نمتلكه من تصور للكتابة السردية خاصة، وبذلك فيه تتراوح بين حصيلة تجربة جماعية -نظرية ونصية، وما تتطلع إليه الذات الشخصية المبدعة، وهي تسهم بقدر في الحقل الأدبي، ولا يحيد التأويل عن هذا السنن، مع توكيد اعتبارات أولوية الصنعة والمعمار الفني، وخصوصية نقل العالم الواقعي إلى العالم الأدبي، وما يقتضيه السرد والتخييل من لغة وكلام وخطاب يختص بهما.