وصف الكتاب:
بسبب دينهم وامتداداته، فشل اليهودي في عملية التماثل الاجتماعي في المجتمعات الغربية المسيحية، وعجزوا دائماً عن الاندماج فيها، وذلك لرفضهم الاعتراف بالآخر مدينة "فيينا" القرن التاسع عشر، عاصمة عواصم الامبراطورية النمساوية، التي افترشها اليهود ونعموا بخيراتها، وهي بلد "فرويد" و"هرتزل"، وهي بإجماع الكتّاب المعاصرين، واحدة من مراكز الحداثة في العالم. لقد كانت "فيينا" داراً هادئة وكريمة مع اليهود الذين غيّروا معالمها في العمق، لكنهم عجزوا عن تقديم نموذج إنساني صالح للشعوب المسيحية، فأخفقوا في عملية التماثل الاجتماعي التي تباروا للنجاح فيها. أعطت "فيينا" لليهود ما لم يحلموا به، منتظرة منهم شيئاً مماثلاً، لكن اليهود الفيينّاويّين بقوا يهوداً، وعجزوا عن تحمل ما حصلوا عليه، وارتدوا سريعاً إلى يهوديتهم الشاكة بصدق الآخر وسلامة نياتهم. هذا الكتاب، تصوير لتلك الحقبة الممتدة من منتصف القرن التاسع عشر والتي لم تنته فصولها بعد.