وصف الكتاب:
الفكرانية كما يشخصها مؤلف هذا الكتاب هي علم حركة الأفكار في انبثاقها وتفجرها وتطورها وتفاعلاتها، وما يتولد عنها من أفكار وأجيال الأفكار وعلاقات الأفكار التي انطلقت من بطن مكة في القرن الأول للهجرة. وغرض الكاتب البحث في البدايات الأولى للفكر العربي والعثور على العناصر الفعالة والقوى الأساسية التي نقلت العرب من التشرذم القبلي إلى بناء الدولة. ومن التقوقع المحلي إلى الأداء الحضاري. وفي كل ذلك يهدف إلى تفنيد مزاعم من يقول إن ليس للعرب فلسفة وإن الفكر العربي لم يكن له طفولة بل برز فجأة إلى حيز الوجود. وهذا الفريق يرى أن المعجزات حكر على أثينا وروما. لذا يبرهن المؤلف أن الفكر العربي لم يكن عالة على أحد، فهو وإن كان قد أخذ فأنه أيضاً أعطى. والمؤلف يعرض لكيفية دخول الفكر العربي في الوحدة الكلية للتاريخ والحضارة من خلال تحليله للعوامل التي صنعت الفكر العربي الإسلامي في عصره الزاهرة حيث يرصده في نبضه وجيشانه منذ نشأته حتى أواسط العصر الأموي، ويقف على نوابض الفكر العربي وحركة العقل فيه منذ البدء، كما يبين كيفية تفجر هذا العقل وتفاعله مع الأحداث.