وصف الكتاب:
من الناحية التاريخية، هناك حقا سينما في لبنان، وتاريخ للإنتاج السينمائي. وان ما بدأ في بداية الأمر على شكل مغامرات فردية عابثة انتهى لأن يصبح وعلى الأقل منذ سنوات السبعين، أي بالتزامن مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1989)، واحدا من ابرز الفنون المنتجة في لبنان أو عن طريق لبنانيين. كما أن كثيرا من المخرجين، ومعظمهم من الذين كانوا يقيمون في الخارج طوال فترة الحرب، تمكنوا من أن يجعلوا لأنفسهم مكانة متقدمة في مسار السينما العربية الجديدة، وتمكنت أفلامهم من أن تخرق الحواجز العديدة القائمة في طريقها لتصل إلى المهرجانات العالمية والى شاشات التلفزة في العديد من البلدان. بل ان واحدا من المخرجين اللبنانيين (الراحل مارون بغدادي) تمكن من ان يفوز بجائزة أساسية في إحدى دورات مهرجان كان. اليوم حيتما تجولنا في المهرجانات، او في الجامعات او في المناسبات، سوف لن يفوتنا ملاحظة وجود فيلم او مخرج لبناني، مكرس او مبتدىء، او حتى شاب باحث عن تمويل لمشروع. وحتى اليوم، لئن كان من الواضح أن وتيرة انتاج الأفلام الروائية الطويلة قد خفت منذ 1993 على الأقل، وبدأ أبناء جيل سينما الحرب، يراجعون مساباتهم في وقت كان فيه عددا كبيرا من مخرجين شبان ينتظرون دورهم لتحقيق أعمالهم، وهم حققوها على أي حال.