وصف الكتاب:
تتناول هذه الدراسة تاريخ الدولة العثمانية من جانبها السياسي. والواقع أن أحداث التاريخ العثماني معقدة ومتشابكة وذات تكوينات سياسية متعددة، إنه التاريخ الذي احتوى أحداثاً على مدى ما يزيد على ستة قرون بين التاريخ الوسيط والتاريخ الحديث، والذي شكل دولة إسلامية واسعة مترامية الأطراف، تفاعلت عليها عناصر متعددة ومختلفة الأهواء والمشارب، وشهدت بنى اجتماعية وقومية وأنظمة اجتماعية متباينة. وظلت الدولة العثمانية، منذ نشأتها، تشكل، بالنسبة لأوروبا مشكلة كبرى، لقد وقفت، في بادئ الأمر، ضد الخطر الصليبي الذي أخذ يتجدد على بلاد المسلمين، ومثلت أقوى وأنجح مقاومة ضد أوروبا الآخذة بالتوسع باتجاه الشرق، خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ثم ما لبثت أن اعترضت المشروعات الاستعمارية الأوروبية والمحاولات الصهيونية في الولايات العربية والإسلامية، وحين ضعفت أثارت التنافسات الدولية فيما عرف بالمسألة الشرقية، وظل الأوروبيون يعدونها العدو الأكبر للنصرانية وكابوساً يخيم على صدر أوروبا، ويحول دون التطور التاريخي، ونقطة سوداء تلطخ قيم الحضارة الغربية.