وصف الكتاب:
أهمية دراسة صدر المتألهين الشيرازي في نقطتين اثنتين : الأولى : يُمثل الشيرازي في مرحلته المتأخرة (الربع الأخير من القرن العاشر الهجري) الوارث الأخير للفلسفة اليونانية والإسلامية في عصر سادت فيه الصوفية في بلاد فارس. امتزجت في فلسفته الحكمة اليونانية مع الطريقة الكشفية والعرفانية. ما أدى إلى ظهور توليفة جديدة من الأفكار المستندة إلى معرفة عميقة بكل التيارات الفلسفية التي سبقته، إضافة إلى اعتماده وتأثره بطريق الإلهام والحدس والمكاشفة. هذه التوليفة اللازمة عن غزارة المعرفة بكل مات تقدم من (فلسفة المشائيين يونانيين ومسلمين)، إلى إطلاع ودراية بالقواعد الإشراقية ومباني أهل الكشف، إلى دراسته للأفكار الأفلاطونية الجديدة والقديمة وتحقيقات آراء أهل التصوف وحكماء الإشراق والرواق، كل ذلك أدى به إلى توفيق بين القواعد العقلية والنظرية (فلسفة المشائيين)، وبين الذوق والكشف والشهود، مما أنتج صرحاً فلسفياً متميزاً وعابقاً بالمصطلحات الجديدة، والتي أغنت الفكر الفلسفي العربي الإسلامي في مراحله المتأخرة.