وصف الكتاب:
ان ريمون دو سان جيل يحكم في نهاية القرن الحادي عشر ما بين نهري الغارون والرون أرضاً غنية في حجم مملكة، لكنه تركها لابنه وذهب، ملبياً نداء البابا، لتحرير القبر المقدس وخلاص نفسه. سار كونت تولوز المسن ترافقه الشابة الحامل على رأس جيش يتبعه جمهور غفير، وكأنهم مدينة متحركة، ووصلوا بعد ثلاث سنين من الآلام في أنحاء أوروبا والشرق إلى أورشليم. ها هي القسطنطينية حيث تجري الينابيع العطرة، والصحارى حيث تترصد النسور الجيوش المشرذمة، وحصار إنطاكية، والظهورات الإلهية، والمجازر، والجرائم، والذخائر المقدسة، وولائم اللحم البشري... يتنافس السادة الفرنجة على الفتوحات ويتبادلون الكراهية. إنهم يكتشفون شرقاً أكثر تعقيداً مما تصوروه: حِيَلُ البيزنطيين، الصراعات العربية التركية، السنية والشيعية... ليس ريمون وحشاً كما أنه ليس قديساً، بل هو رجل غامض، وعنيد تشده مغامرة بطولية ووحشية : تضحية بالنفس وهمجية، طلب الحياة الأبدية واحتلال أراض. أقام ريمون دو سان جيل كونتيته وأسس سلالة في طرابلس، في لبنان، بعيداً عن نهر الغارون... يأخذنا دومينيك بوديس في رواية تشبه الفيلم السينمائي، فيها ألوان، وشخصيات خارجة عن المألوف، وحرارة الصحراء، وصخب المشاعر. الكاتب هو عمدة تولوز ونائبها، وهو شغوف بتاريخ المدينة. أخذ من مهنته كصحافي حسه بالتفاصيل والحركة. أخذ من مهنته كصحافي حسه بالتفاصيل والحركة، ومكث مدة طويلة في الشرق الأوسط كمراسل تلفزيوني، ويبدو هذا الأمر واضحاً في وصفه للأماكن التي عاش فيها.