وصف الكتاب:
يضم هذا الكتاب بين طياته قراءة موضوعية ومتجردة بحثت في تاريخ العلاقات العثمانية-المملوكية في الفترة الممتدة بين 1464-1517م، حللت تطورها وبينت حقيقة نتائجها، وذلك في ثلاثة أبواب، بحث أولها في الصراع القائم بين الدوليتين على جنوب شرقي الأناضول والجديد من هذا الباب أنه جاء توسعه في تبيان الأسباب القريبة والبعيدة التي أدت إلى تردي العلاقات العثمانية-المملوكية في الفترة محل الدراسة، والتي مهدت للحرب الأولى بين الدولتين. أما الباب الثاني : وهو الحرب العثمانية-المملوكية الأولى، فقد اشتمل على صورة العلاقات الطارئة إبان الحرب والسلام، ورسم مسارات الحرب ونهاياتها من وجهتيها العسكرية والدبلوماسية. وأهم ما توصل إليه هذا الباب أن اعتداء إحدى الدولتين على جانب من مناطق الدولة الأخرى كان تبعاً لظروف القوة والضعف. حيث إن ازدياد قوة إحداهما على الأخرى قد ارتبط بشكل مباشر بهيمنتها على الإمارات الحدودية الفاصلة بين الدولتين، وتوازن القوى من الناحية الاستراتيجية (قرمان تحت النفوذ العثماني ودلغادر ورمضان تحت النفوذ المملوكي) كان يعني حالات الاستقرار والسلام بين الجانبين. أما الباب الثالث: وهو الحرب العثمانية-المملوكية الثانية، فقد رصد التطورات الجديدة التي برزت عند منعطف القرنين التاسع والعاشر الهجريين وأثرها السلبي على العلاقات العثمانية-المملوكية، وسلطت الضوء على الاستراتيجية العسكرية العثمانية مع وصول السلطان سليم إلى العرش، وعللت الأسباب الكامنة وراء تدهور العلاقات العثمانية-المملوكية، وتطرقت إلى المعارك الفاصلة بينهما. ولعل أهم ما تم التوصل إليه في هذا الباب أن اهتمامات السلطان سليم واستراتيجيته العسكرية، خلال فترة حكمه، في معالجة التحديات والأخطار التي جابهتها دولته من الشرق، كانت سبباً في السيطرة العثمانية الكاملة على الإمارات الحدودية والامتداد من خلالها لضم ممتلكات الدولة المملوكية إلى سلطتهم.