وصف الكتاب:
الشعوبية فرقة لا تفضل العرب على العجم ولا ترى لهم فضلاً على غيرهم أو بمعنى آخر أنها فرقة تتعصب على العرب وتحتقرهم، وإن أساسها العصبية التي "لا تبقى ديناً إلا أفسدته ولا دنيا إلا أهلكتها" وهو ما صارت إليه العجم من مذهب الشعوبية وما قد صار إليه الموالي من الفخر على العجم والعرب". وهي لم تتخذ صورة المذهب عند العرب، ولم تطبع بطابع التنظيم، وإنما كانت آراء وحركات متفرقة متناثرة. ومهما يكن من اختلاف المؤرخين المحدثين في الصورة التفصيلية التي اتخذتها الشعوبية فقد اتفقوا جميعاً على أنها قامت على أساس من تعاليم القرآن الكريم والسنة للمساواة بين العرب وغيرهم واعتبار من ليسوا عرباً "شعوباً" وذلك رداً على اعتبار العرب أنفسهم "قبائل". كما أنهم اتفقوا أيضاً على أنها ابتدأت بمبدأ المساواة وانتهت في كثير من الأحيان بالقول أن العرب أحط من غيرهم من الشعوب. من هنا كانت تسمية هذه الحركة بالشعوبية بيد أننا نتساءل: هل كانت الشعوبية فكرة اعتنقها بعض الناس دون بعض؟ وهل كانت حزباً سياسياً أو جماعة دينية أو مساجلات أدبية ومدرسة فلسفية؟ أو هل كانت ثورة قامت على مبادئ معينة؟ هذا ما تحاول الدكتورة "زاهية قدورة" الإجابة عليه في هذا البحث الذي يتألف من أربعة أبواب، احتوت مناقشات للمواضيع التالية: الباب الأول ويحتوي على بحث ناقش مفهوم كلمة الشعوبية من الناحية اللغوية والتاريخية، كما ويحتوي على تأريخ للعلاقة القائمة بين العرب والفرس في الجاهلية وصدر الإسلام، أما الباب الثاني فيشتمل على أبحاث تعالج ثلاثة مسائل؟ الأولى مسألة قيام الدولة العباسية التي لعبت فيها الشعوبية دوراً كبيراً، أما الثانية فتستعرض تبلور حركة الشعوبية في المساجلات الأدبية. في حين تطرقت المسألة الثالثة لموضوع الشعوبية والزندقة. الباب الثالث فخصص لدراسة أثر الشعوبية الاجتماعي. أما الباب الرابع فيتكون من عدة فصول تبحث جميعها في أثر الشعوبية السياسي في الخلافة وفي الوزارة، وفي المناصب الأخرى.