وصف الكتاب:
يستعرض الباحث في هذه الدراسة قصة العدالة منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا، ذاكراً ما كان عليه عرب الجاهلية من تناقض قضى عليه الإسلام بنسخ القبيح من أعرافهم وتوكيد الجميل من مكارم الأخلاق والمروءة التي عرفوا بها كالكرم وإقراء الضيف ودعوة بعض الشعراء للسلم ودام الحرب. وبالنسبة للعصر اليوناني ذكر الباحث ما دار من خلاف بين مذاهب أرسطو وأفلاطون في العدالة ومذهب السفسطائيين وإلى السياسة والأخلاق وكلامها لأرسطوطاليس وإلى جمهورية أفلاطون وهي بحق "تراث كامل" كما قيل فيها أو خميرة لكل ثقافة فلسفية في الغرب. ولم يفوت الباحث أن يستعرض مفهوم العدالة في العصر الإسلامي، وبيان آراء مجموعة من كبار المفكرين الإسلاميين في عصر ازدهار الفكر العربي الإسلامي وعلى الأخص للآراء كل من الراغب الأصفهاني والغزالي، ولقد عني بعرض المذهب الإسلامي في العدالة وهو مذهب جامع لا يؤثر حقوق الإنسان وسلطان الإرادة على الجماعة والمصالح العامة ولا يسخر الفرد للجماعة تسخيراً يتنكر للإنسان من حيث هو كائن حر له كيانه وإرادته ومصالحه الخاصة إلى جانب كونه عضواً في الجماعة شأنه في ذلك شأن العضو بسلامة البدن.