وصف الكتاب:
للمفريان غريغوريوس ابن العبري السريانيّ المشهور عند العرب بأبي الفرج الملطيّ (1226- 1286) ثلاثة مؤلفات تاريخيّة دقيقة محكمة في العربية والسريانية 1-"تاريخ مختصر الدول" في العربية نُشرو عام 1890، 2-تاريخ بيعي في مجلدين طُبع نصه السريانيّ مع ترجمة لاتينية عام 1872- 1877 في لوفان، 3-تاريخ الدول العام نُشر أولاً نصه السرياني عام 1789، ثم توَّلى طبعه عام 1890 الأب لويس بيجان الكلداني. ويشتمل هذا التاريخ الدوليّ على 600 صفحة كبيرة حوت أخبار إحدى عشرة دولة بدءاً من الآباء الأقدمين فالقضاة فملوك العبرانيين فملوك الكلدانيين فملوك ماداي فملوك فارس فملوك اليونان الوثنيين فملوك رومية فملوك اليونان المسيحيّين فملوك العرب فملوك الهونيين أعني التتر أو المغول. نقل أبو الفرج الملطيّ تلك الأخبار والسيَر والوقائع عن مؤرخين معاصرين إثبات أو شهود عيان بدءاً من يوسيفوس اليهودي وأوسابيوس القيصريّ (265- 340) وزكريا البليغ 490 ويوحنا الأفسوسي 585 وثؤفيل بن توما الرهاويّ الماروني 785 والبطريرك ديونيسيوس التامحري 845 وأبي الحسن ثابت بن قرّة 900 واغناطيوس الملطي 1090 وميخائيل الكبير 1200 والمؤرخ الرهاوي 1234إلخ. وقد أحصى ميخائيل المشار إليه 24 مؤرخاً سريانياً كتبوا بلغتهم السريانية أخباراً وحوادث عمومية وخصوصيّة وذكروا وقائع مهمَّة خطيرة قلَّماً ذكرها غيرهم ولا سيما ما تعلَّق بحوادث النصارى وقياصرة قسطنطينية الذين واصلوا محاربة العرب وإسترجاع البلاد الشرقية من يدهم غير مرّة، وتبادلت الدولتان رسائل معتبرة لم يذكرها سائر المؤرخين. نسج أبو الفرج على منوال المؤرخين أسلافه فروى أخباراً جمة عن الروم والعرب وعن نصارى لبنان وسوريا وما بين النهرين والعراق والعجم ومصر إلخ إلخ لم يسردها في تاريخه العربي. ذلك ما حدانا على نقل تاريخه هذا الفريد إلى العربية بدءاً من أخبار الحقبة العاشرة وعنوانها "الملوك العرب" ندرجها تباعاً على صفحات المشرق كيما يطَّلع القراء على حقائق تاريخية جمة غالباً ما تأتي مكمّلة لرواية المؤرخين بالعربية.