وصف الكتاب:
نبذة الناشر:فقد ألف بعض الفضلاء من الناس في مساجد البصرة فمنهم من أفردها في مؤلف منفرد لوحدها مثل محمد الحمد العسافي في كتابه مساجد الزبير، ويونس السامرائي في كتابه تاريخ مساجد البصرة والزبير وأبي الخصيب، ومنهم من ألّف كتباً عامة وتكلم على مساجد البصرة أو الزبير في بعض مباحث كتابه مثل البلاذري في فتوح البلدان، وياقوت الحموي في معجم البلدان، والنبهاني في التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، والقاضي أحمد نور الأنصاري في النصرة في أخبار البصرة وعبد القادر باش أعيان العباسي في موسوعة تاريخ البصرة، ومحمد عبد المجيد الحميدان في المختصر في تاريخ الزبير في صور، وعبد الرزاق عبد المحسن الصانع وعبد العزيز عمر العلي في إمارة الزبير بين هجرتين، ويوسف حمد البسام في الزبير قبل خمسين عاماً، وعبد العزيز بن إبراهيم بن عبد العزيز الناصر في الزبير وصفحات مشرقة في تاريخها العلمي والثقافي، لكن لم يشفوا الغليل جميعهم، لأن منهم من تقدمت وفاته فلم يذكر لنا إلا مساجد عصره، والمتأخرون منهم من لم يكن من أهل البصرة كيونس السامرائي وغيره، فلم يعرف عدد مساجدها وموقعها وأوصافها ونقص عن قريب الكمال الذي نطمح إليه لأن الكمال لله وحده، ومنهم من كان من أهلها لكن تركها منذ سنوات طويلة فلم يتأكد من عددها وذكر خطباؤها وغفل عن أوصافها لأن الكثير منها بنيت بعد خروجه من البصرة، فبقي فراغاً بين هذا وهذا ولعلي أملأ هذا الفراغ في هذا الكتاب، فتوكلت على الله تعالى. ولما وقع على مساجد البصرة من ضيم، من عدم الإهتمام ببعضها في سنين ماضية فهدم بعضها، وهُجِّر مرتادوها، وقتل خطباؤها وعلماؤها، ومزقت فيها المصاحف، وانتهكت على حرماتها الأعراض، وسال على حُصُرها وعتبات أبوابها الدماء الطاهرة الزكية، ولا عجب إذ يقول القارئ متى؟ أ في وقت دخول التتار؟، أم في وقت دخول القرامطة؟ أم في وقت هيجان الزنوج؟ أم في وقت ما جرى عليها من المقادير من أمراض الطاعون، أو الفيضان أو الزوابع الطبيعية؟ أم ماذا هل تصدق إذا قلت لك في عصر الديمقراطية التي جاء بها الإحتلال؟ بل في عصر هجوم تتاري جديد، ومن نوع آخر هذه المرة لا يبقي ولا يذر، خربوا المساجد، قتلوا الشيوخ والشباب والنساء والأطفال حتى بقروا بطون الحوامل وأخرجوا ما في أحشائها من نِسَم بريئة تقول ربي الله، بأي ذنب قتلت؟ اللهم لا ذنب لها إلا أنها كانت من الموحدين، لِمَ هذا البغض لأهل البصرة ومساجدها ممن؟... من أبناء جلدتنا فالله المستعان على ما يضمرون، فإياه نعبد وإياه نستعين والصلاة والسلام على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عن آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.