وصف الكتاب:
…في هذا الكتاب لن نجد سوى النقد، بل النقد اللاذع، أشبه ما يكون بالدّبابيس التي تخز الجسد الكبير للشرق، هذا الشرق الذي يجب أن نخزه، لعلّ وعسى ينهض من سُباته، أو يعود إلى رُشده، أو على الأقلّ يدرك مدى الهوّة التي هو فيها من حالات مأسويّة تترك إرهاصاتها في أرواح وعقول أبناء الشرق المعَذّبين والمعذِّبين. الشرق أحوج ما يكون إلى (نيتشه) شرقيّ يحمل المعول والفأس وينزل بهما على رؤوس الأصنام والأوثان والتابوهات؛ فهنالك ألف إله وألف صنم وألف تابو في الشرق، نحتاج إلى ألف فأس وألف مطرقة ومعول، لتسارع ضرباً في أسس هذه التابوهات التي باتت متوحّشة، حيث تجاوزت بوحشيّتها أيّ مثيل لها في التّاريخ والعالم… الشرق الذي نقصده، هو شرق القضيّة التي يجب محاكمتها وتشريحها دون مواربة ولا خجل، فمثلما «لا حياء في العلم»، فلا حياء في نقد الشرق أيضاً. من هو الشرقيّ؟ هو الذي سوف يقرأ الكتاب حتّى النهاية، ويقول كلّ مرّة في نفسه «هذا ما عليه حالنا هنا تماماً».