وصف الكتاب:
مع تزايد الانشغال بالأسئلة ومحاولات الإجابة عن أسباب تعثّر النهضة العربية، يتّجه المفكر العربي محمد عابد الجابري في البحث عن تلك الإجابات اتجاهًا غير مسبوق، فيطرق باب العقل العربي بحثًا عن عوامل تعثّر نهوض هذا العقل تمهيدًا للتأسيس لمشروع نهضوي عربي تكاملي فعلي. يخوض الجابري غمار البحث في آليات اشتغال هذا العقل ومحدداته ومكوناته، لا بوصفه مخزونًا فكريًا ونظريًا ومعرفيًا لمختلف القضايا والموضوعات والإشكاليات التي اشتغل فيها وبها الفكرُ العربي منذ أواخر القرن التاسع عشر على الأقل حتى اليوم، بل بوصفه أداة للتفكير في تلك القضايا، وأداة لإنتاج المعرفة، وبالتالي أداة لإعادة إنتاج الثقافة العربية الإسلامية، التي ساهمت عناصرها واتجاهاتها وتناقضاتها، بدورها، في تحديد مكونات هذا العقل بمستوياته المختلفة، المعرفية والسياسية والقيمية، مقدمًا قراءة بنيوية نقدية، ومراجعة شاملة لآلياته ومفاهيمه وتصوراته ورؤاه. أخرج الجابري هذا العمل الفكري التأسيسي الضخم لنقد العقل العربي في سلسلة كتب مؤلفة من أربعة أجزاء استغرق العمل فيها أكثر من عشرين عامًا، بحثت في تكوين العقل العربي، وبنية هذا العقل، وفي العقل السياسي العربي والعقل الأخلاقي العربي. يتناول هذا الجزء الثاني من سلسلة كتب “نقد العقل العربي” بنيةَ العقل العربي، من خلال إجراء دراسة تحليلية نقدية لنظم المعرفة في الثقافة العربية الإسلامية. يفكك الجابري بنية العقل العربي في هذا الجزء إلى ثلاثة حقول معرفية، لكل منها عالمه من التصورات والمعارف والمقاربات، الذي يدخل في علاقة منافسة وصدام مع العوالم المعرفية الأخرى. ينظر هذا الجزء من سلسلة كتب “نقد العقل العربي” إلى هذه الحقول المعرفية الثلاثة لا من خلال مضمونها الأيديولوجي أو محتواها الميتافيزيقي، بل من خلال نظامها المعرفي. لذا لا يهتم الكتاب بتحليل العقائد والمذاهب الفكرية والمقارنة بينها، بل يحلل الأسس التي تستند إليها عملية تحصيل المعرفة وترويجها داخل كل حقل من هذه الحقول. يتضمن الكتاب أربعة أقسام، فضلاً عن الخاتمة والمراجع والفهرس.