وصف الكتاب:
لم تكن التربية التحضيرية على نفس القدر من الأهمية والإلحاح كما هو الحال راهنًا، وأمام التحولات المتسارعة والتحديات التي يعرفها العالم اليوم أصبح من الضروري توجيه الانتباه إلى خصوصية إحدى أهم مراحل النمو التي تعرف بالطفولة المبكرة، وهي المرحلة التي تشكل الباكورة الحاضنة لرجل الغد، فقد تنبهت الكثير من بلدان العالم إلى مسألة تحسين التفكير وتطوير مهاراته عند هذه الفئة وأصبح ذلك هدفاً من أهدافهم التربوية؛ ولم تعد النظرة التقليدية للتعليم تركز فقط على التساؤل ما الذي نعلمه للمتعلم؟ وإنما تهتم بالتساؤل كيف نعلمه؟ ولماذا نعلمه؟ وفي هذا الصدد ركزت المناهج والبحوث التربوية في الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة أن يمرّ كلّ الأطفال بخبرة حلّ المشكلات بوصفها طريقة فعالة لتنمية التفكير وتطويره على اعتبار أنها تتطلب من الأطفال القيام بمهارات متعددة مثل التحليل والمقارنة ووضع التخمينات واقتراح الحلول، وملاحظة التشابه والاختلاف، والقدرة على رؤية المعطيات في المشكلة ومن ثم العمل على تطبيق الخبرات والمعلومات السابقة واستخدامها لفهم الخبرات الجديدة وتمثلها. يعالج هذا الكتاب خصوصية التفكير الابتكاري وكيفية الكشف عنه واستراتيجية تنميته لدى شريحة لا تقل أهمية عن فئات أخرى من المتعلمين وهي أطفال التربية التحضيرية والوقوف عند مرحلة التربية التحضيرية أو ما يعرف بـمرحلة "ما قبل المدرسة" التي ترتكز عليها كلّ مراحل التعلم اللاحقة سواء بالإيجاب أو السلب، حيث يشمل هذا الكتاب ستة فصول وهي: الفصل الأول: تطرق فيه إلى مفهوم التفكير الابتكاري، وجاء الفصل الثاني ليكشف عن التربية التحضيرية في الجزائر ، كما خُصّص الفصل الثالث لدراسة طرق الكشف عن المبتكرين في مرحلة التربية التحضيرية، وعالج الفصل الرابع استراتيجيات التعلم في مرحلة التربية التحضيرية؛ أما الفصل الخامس ، فقد اهتم باستراتيجيات تدريس التفكير الابتكاري في مرحلة التربية التحضيرية، وجاء الفصل السادس ليقدم بشكل ميداني عملي وإجرائي مقارن لكيفية تنمية التفكير الابتكاري لدى أطفال المرحلة التحضيرية. هذا، ونأمل أن يكون هذا العمل عوناً للمهتمين بحقل الموهبة والتفوق والابتكار في مرحلة ما قبل المدرسة أو التربية التحضيرية من المربين المتخصصين في التربية التحضيرية أو الطفولة المبكرة وطلاب الدراسات العليا والباحثين ودليلاً عملياً للمفتشين في التكوين المستمر للمربين…