وصف الكتاب:
الكتاب هو من كتب ابن سينا المشهورة فقد اشتهر لدى الباحثين و الناقدين لآراء الشيخ، رغم صغر حجمه و عدم الترتيب و التبويب فيه؛ و لو ذهبنا لنجد نظيرا له من كتب الشيخ فأشبه شيء به كتابه التعليقات، فانهما استرضعا من ثدي واحد. إذ لم يكن شأن الشيخ فيهما القصد إلى تأليف كتاب، بل هما مجموعة جوابات و كلمات مأخوذة منه، جمعهما تلميذه الخاص بهمنيار بنفسه، أو بمعاونة تلميذة الآخر ابن زيلة كما سنشير إليه. و الكتاب مما لا شك في نسبته، فقد ذكره أولا الجوزجاني و هذا الفهرس من المصادر الرئيسية في عد تأليفات الشيخ الرئيس، لكون الجوزجاني ملازما للشيخ و منادما له خلال خمس و عشرين سنة حتى في أسفاره المختلفة، و حينما كان الشيخ مشتغلا بهذه التأليفات؛ ثم إن الكتاب كان مشتهرا لدى الباحثين عن آراء الشيخ الرئيس، كالفخر الرازي و الخواجة نصير الدين الطوسي و صدر المتألهين الشيرازي و غيرهم . و ابن سينا هو أبو عَلْي الحُسَيْنَ بن عَبد الله بن الحسَنَ بن عَلْي بن سِينَا البَلْخيّ البُخاريّ وهو عالم وطبيب مسلم اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما. ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى (في أوزبكستان حالياً) من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان حالياً) وأم قروية. ولد سنة 370 هـ (980م) وتوفي في همدان (في إيران حاليا) سنة 427 هـ (1037م). عُرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث في العصور الوسطى. وقد ألّف 200 كتابا في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. ويعد ابن سينا من أول من كتب عن الطبّ في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط وجالينوس. وأشهر أعماله كتاب القانون في الطب الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب، وبقي كتابه (القانون في الطب) العمدة في تعليم هذا الفنِّ حتى أواسط القرن السابع عشر في جامعات أوروبا ويُعد ابن سينا أوَّل من وصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ وصفًا صحيحًا، ووصف أسباب اليرقان ، ووصف أعراض حصى المثانة، وانتبه إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء. وكتاب الشفاء.