وصف الكتاب:
يعجب بعض الناس للمشتغلين بدرس آراء الأقدمين، وبحث مناهج المتقدمين، والوقوف على أخبارهم، والأخذ بالصحيح من تراجمهم. وسبب هذا العجب ظنهم أن كل قديم قد عفت آثاره، وانقطعت علاقته بهذا الزمن وأهله، فلا فائدة في تضييع العمر في التحري عن العتيق ما دامت الحاجة إلى الجديد ماسة، والنفع به مؤكدًا. وجوابنا على هذا: أن البحث في القديم ضروري لمعرفة الجديد وتفهمه، وأن حياة الفكر الإنساني منذ فجر الإدراك إلى آخر الدهر (إن كان لهذا الدهر آخر) سلسلة واحدة متصل أولها بوسطها بآخرها، وقد يكون آخرها كأولها! لأجل هذا اتجه نظرنا إلى درس فلاسفة العرب لأنهم عنوا أشد عناية بفلسفة اليونان، وتفرغوا لها، ونقلوها إلى لغتهم، وشرحوها وفسروها، وعلقوا عليها ووضحوا غامضها وأبانوا مبهمها. وقد وصلنا إلى درس حياة ابن رشد وفلسفته، وهو من أكبر وجوه التاريخ.
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني