وصف الكتاب:
نشأت سينما المقاولات كنتاجٍ طبيعي لا بدّ منه بسبب سياسات السادات ذات الطابع الاستهلاكي التي أدت إلى تشويه المُجتمع المصري على كافة الأصعدة؛ ومن ثم بدأ في الظهور المُنتج والموزع الخليجي الذي عمل على السيطرة على مقدرات الصناعة بفرض شروطه من أجل تقديم رأس المال للإنتاج، والتوزيع في دول الخليج، لا سيما السعودية، فبدأ المُخرجون يصنعون أفلامهم في مُدة لا تتجاوز الأسبوع على أكثر تقدير، غير مُهتمين بمستوى الفيلم الفني ولا صناعته، وانصبت موضوعات أفلامهم على التهريج، والابتذال، والراقصات، والسرقات، والتجارة في المُخدرات، والعنف، والبلطجة، وغير ذلك من الموضوعات التي لا يعنيها المُجتمع وما يعاني منه، بل باتت هذه الأفلام تُقدم صورة فاسدة ومُزيفة، وشائهة عن المُجتمع المصري، والأفدح من ذلك أن هذا التيار الشرس في مُنافسته للسينما الجديدة لم يكن يهتم بعرض الأفلام في دور العرض السينمائي، بل كانت مُعظمها تتمّ صناعتها في عدد قليل من الأيام، وباستخدام ميزانية شديدة الانخفاض، وسُرعان ما يتم تعليبها في شرائط فيديو كاسيت من أجل تصديرها لدول الخليج!