وصف الكتاب:
لم يقمْ درسي على تناول فلسفي – محض، إذا جاز القول – لا لفلسفة الفن عمومًا، ولا للفن الإسلامي خصوصًا، إذ اعتبرتُ أن خطابًا سائدًا في هذا الميدان يتحكم به نسق "المدارس" و"العقائد" الفلسفية، وهو ما قد يناسب البعض في "توجيه" الفن وأساليبه، لا في درسه الوضعي. كما اعتبرتُ أيضًا أن خطابًا آخر صاحبَ الخطاب "العقيدي" المذكور، وهو الخطاب الفلسفي "المجرَّد"، الذي جعل الفن متعيِّنًا في "ماهيات" ماورائية، أو في "علامات" ماثلة في العمل الفني (دالةٍ على "عبقرية" الفنان الفجائية والمحيلة على صنيعه نفسه). هذا الخطاب يُخفي، في الحالَين المذكورَين، وجود الفن الإسلامي، وهو أن له تكوينَين مختلفَين، وإن متعالقَين، بل أن له "وجودَين" : - وجود متعيِّن في بيئات إنتاج هذا الفن، أي الإسلامية، - وجود ثان، لاحق زمنًا على الوجود الأول، وهو الوجود الذي انبنى فيه لهذا الفن متن جديد، آخر، في المجتمعات الأوروبية، ثم الغربية.