وصف الكتاب:
يبحث الحكيم لازاريف في هذا الكتاب مسائل تتعلق بالصحة والذات والمصير من خلال مساعدتنا على تطبيق الوصية الأولى في محبة الإله والاعتراف به باعتباره الوحيد، وهذا يعني عبادته هو فقط، وقبول إرادته، والاستعداد لتغيير سلوكنا وكبح غرائزنا. ثم يحضنا في الوصية الثانية على عدم عبادة الأوثان، أي عدم التعلّق بأحد أو بشيء، من خلال التضحية والزهد والاهتمام بالأقربين، والرحمة للناس، وكذلك الصوم، وتقييد النشاط الجنسي والجشع والغضب. ثمّ يشرح لنا تطبيق الوصية الثالثة في تقديس الإله. يتم تطبيق هذه الوصايا الثلاث من خلال زيادة حركة الحُبّ في الذات، وعدم دعم تلك المشاعر التي تُضعفها، وقبول الإرادة الإلهية مهما حدث، دون ندم أو يأس أو انزعاج أو تسرّع، ومن خلال تربية مواصفات الشخصية، ومن خلال التغلّب على التعلّق، وتعلم التعامل الصحيح مع الناس والعالم الخارجي، ومن خلال تطبيق المبدأ الأساسي للتطوّر في أن تُعطي أكثر مما تأخذ. إنّ المرض يُهين غرورنا، ومن الضروري عدم محاربة المرض داخلياً، وإنما مساعدته في العملية التي تجلب من خلال هذا المرض الانتظام إلى ذواتنا. أما الألم والمعاناة فهما يدفعان إلى التغيير وإلى المصدر الحقيقي الوحيد للطاقة الذي لا يُدمّر الذات بل يُنقذها، وهو محبة الإله. هناك عند الإنسان ثلاثة مستويات من الخطيئة. الأول هو التخلّي عن محبة الإله، فالذات عندما تبتعد عن الإله، تفقد المستقبل. أما المستوى الثاني فهو رفض إرادة الأعلى، والاستياء من المصير، وإدانة الناس والعالم حولنا، والأسف على الماضي، وعدم الرضا عن الحاضر، والخوف من المستقبل. بينما المستوى الثالث هو خطيئة الجشع، والحسد، والاستعداد للسرقة، والقيام بالسرقة أو حتى القتل من أجل الرفاهية الإنسانية. يجب الابتعاد عن المشاعر السلبية مثل الكراهية والإدانة والعدوانية، فهذه المشاعر السلبية تدريجياً تتراكم في الروح، وتقوم بتسميم الصحة والمصير، وليس عند الإنسان فقط، وإنما عند أطفاله أيضاً. إنّ الإله هو مصدر الحياة، والسعادة، والصحة، وجميع بركاتنا في الحياة. إنه في كلّ لحظة يمنح ذاتنا الحُبّ، الذي يتحوّل إلى الطاقة اللازمة للحياة، وإذا أراد المرء أن يُصلّي حقيقة وبإخلاص، فعليه أولاً أن يُفكّر في تحسين شخصيته، وكيف يكون لديه المزيد من الحُبّ في ذاته، وكيفية تعلّم الحُبّ، والتسامح، وقبول الإرادة الإلهية، وكيف يستطيع تربية نفسه والآخرين