وصف الكتاب:
"كاليغولا" مسرحية من أرعة مشاهد، تنتمي لمسرح العبث. تعود مخطوطتها الأولى إلى سنة 1939. نُشرت أول مرة سنة 1944 عند غاليمار. وبعد ذلك خضعت لعدة تغييرات. وهي تنتمي، مع رواية "الغريب"، المنشورة سنة 1942، وأسطورة سيزيف، الدراسة المنشورة سنة 1942 أيضاً، ومسرحية "سوء تفاهم"، سنة 1944، ما أسماه ألبير كامي "دائرة العبث". اعتبر النقاد "سوء تفاهم" مسرحية تنتمي إلى الوجودية، التيار الفلسفي الذي ظل كامي دوماً متشبثاً بالانتماء إليه والدفاع والتعبير عنه. إن العودة مجدداً إلى هذه المسرحية تبررها الرغبة في تفكيك صورة الطاغية والديكتاتور، الغريب الأطوار، الذي يقطع الرؤوس، ويحلم بما لا يحلم به البشر. "كاليغولا" هو ثالث أباطرة الروم، تتناول المسرحية حياته مند توليه الحكم سنة 37 ميلادية وحتى اغتياله سنة 41. إن حياة ومصير الطغاة يكاد يكون واحداً. فبعد تاريخ دموي، يلقى كاليغولا حتفه بثلاثين طعنة، نفذها حُراسه والمقربون منه. لكن قبره الأبدي كان بئراً ألقي في أعماقه. إنه كابوس عاشه طاغية روماني شهير، أراد المؤرخون نسيانه، لكن كامي أعاده برؤية نفسية مفادها أن الأشخاص يتغيرون من الوداعة والعُته، إلى التوحش. وقد رأى المحللون النفسيون أن هذا الطاغية كان مصاباً في طفولته بمرض التوحد، الذي كان وراء نزوعه إلى الاستبداد. إن هده المسرحية هي ضوء مسلط على الدكتاتورية التي تفترس عالمنا. ___________________________________________