وصف الكتاب:
دخل العثمانيون مصر عام 1517 على إثر معركة الريدانية؛ التي انتصر فيها سليم الأول على طومان باي وأعدمه على باب زويلة وانتهى به عصر المماليك، وأصبحت مصر ولاية عثمانية؛ فتوثقت العلاقة بي الأتراك والمصريين بشكل كبير. وكان من مميزات العثمانيين؛ الاهتمام بالإنشاءات المعمارية، فتركو بمصر ما لا يقل عن 220 أثرا مسجلا بشكل رسمي ما بين مساجد وزوايا وتكايا وأسبلة ومدارس ووكالات وحمامات وأضرحة، وغيرها. وتأثرت العمارة العثمانية بمصر بما كانت عليه العمارة التركية بإسطنبول والأناضول، فأدخل العثمانيون على العمارة المصرية عناصر وتفاصيل لم تكن من قبل؛ مثل المئذنة الأسطوانية الرشيقة ذات القمة المخروطية، وكانت بشرفتين في بداية ظهورها ثم أصبحت ذات شرفة واحدة. وانتشرت أيضا في ذلك العهد ظاهرة المساجد صغيرة المساحة، كما ظهرت المساجد ذات الثلاثة أروقة الموازية للقبلة. وتميزت المساجد العثمانية أيضا بالزخارف النباتية الرشيقة. وهذا الكتاب، ليس الأول في موضوعه، ولا الفريد من نوعه، وإنما يتميز كونه أني لم أضعه للمتخصصين في الآثار وإن كان بالإمكان استفادتهم منه، وإنما وضعته إلى الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد؛ الراجين أن يستظلوا بعرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله. فإلى هؤلاء الذين ارتبطت أفئدتهم وجوارحهم ببيوت الله؛ وضعت هذا الكتاب شاعرا بحنينهم تجاه المساجد بشكل عام والمساجد الأثرية التي تحمل عبق الماضي بروحه وروحانيته بشكل خاص، علّني وإياهم تفيض علينا البركات وتتنزل علينا الرحمات ونحن نتجول معا بتلك المساجد.