وصف الكتاب:
لا يمكن فهم الحضارة العربية الإسلامية بأبعادها التاريخية والفكرية المتعددة وفي إطارها العالمي، عن وعي وإدراك عميق، إلا عن طريق معرفة، -على الأقل-، بعضٍ من توجهات التاريخ الحضاري للفكر الهيلليني، أقدم فكر غربي في التاريخ الأوروبي. ومن منطق هذه الرؤية نفسها من الصعب فهم لغتنا العربية وتفسير مراحل تطورها التاريخي وأبعاده الحضارية، إلا عن طريق المعرفة الأكاديمية للغة اليونانية وفي مراحلها المختلفة الموازية حضارياً وليس زمانياً للعربية أيضاً. إن دراسة ومعرفة اللغة اليونانية قديمها وحديثها مفتاحٌ لفهم الكثير من جوانب الحضارة العربية الإسلامية ولغة تعبيرها. وعلى الوتيرة المنطقية نفسها، كيف نفسر الاهتمام المتعدد الأبعاد والغايات من جانب الفكر العربي الإسلامي، مشرقه ومغربه، وبكل أشكاله التعبيرية وعلى مدى مراحل تاريخه المختلفة، بمنتجات الفكر اليوناني المتعددة بالرغم من اختلاف عوامل ضرورية مثل اللغة والبعد العرقي والجانب العقائدي والأيديولوجي، بالإضافة إلى البعد الزمني أيضاً، كحوافز للاتصال والتواصل والاهتمام المباشر! كيف نبرر أيضاً هذا الاهتمام كماً وكيفاً ولا سيما من قبل القرآن الكريم، الكِتاب الأول للعرب، ومفسريه وشرّاحه، وبشكل عام، كم كبير جداً من الأدب العربي الإسلامي بمختلف أنواعه، بكل ما له صلة حضارية بالفكر اليوناني الكلاسيكي وآلية التعبير عنه ذكراً، على سبيل المثال، لقصة ذي القرنين، إن قبلنا المطابقة التاريخية للإسكندر بالشخص المذكور بالقرآن وغيرها من الإشارات المختلفة! .