وصف الكتاب:
هي رحلة متعددة المحطات، متشعبة الوِجهات والمآرِب، وإن يَكُن قد انتظَمَها سياقٌ واحد، هو سياقُ الانشغال بالفنون والتراث. فعَبر سنواتٍ يصعب إحصاؤها، ظلَلتُ أُطَوِّفُ بين زوايا مَنسِيّة، ومَسالك مجهولة، وفضاءات تَكتَنِفُها ظلال الشكوك، ضِمن خارطة تراثنا الإبداعي والثقافي، مُتَلَمِّسًا إجابات واضحة، من شأنها أن تعيد الاعتبار إلى المَنسي، وأن تَبتَعِثَ المجهولَ من غياهب الفقدان، وأن تزيح غلالات الشكوك عن المُلتَبِس والمُراوغ في ركام هذا التاريخ الفني/ التراثي، الذي لا يزال يعاني – على غِناه وتنَوُّعِه – من افتقاد التوثيق الدقيق، والافتقار إلى منهجية البحث التي تعيد مساءلة المُستَقِرّ مما يُعتَقَد أنه ثوابت. وخلال هذا التطواف، كانت نَظَرات ومُراجعات، في العديد من اشتباكات ذلك السياق المُرَكَّب، أعَدتُ النظر خلالها في مفاهيم شائعة، ومعلوماتٍ متواترة، طالما اعتُبِرَت في حُكم المُسَلّمات، فإذا بها تُفسِح المجال أمام ما هو أجدَر بالشيوع وأولى بالتواتُر. وإذا بالمُراجعات تتكشَّف عن تهافُت الكثير من الأفكار، وخطأ ما لا يُحصى من البيانات والمعلومات.