وصف الكتاب:
تشكل دراسة التاريخ العسكري العربي الإسلامي، ونظمه الحربية جانباً مهماً من جوانب الحضارة العربية الإسلامية، وتُبرز إلى أي مدى اسهم المسلمين في تطوير فنون الحرب والقتال، وان دورهم في هذا المجاللا يقل أهمية عما احدثوه في المجالات الحضاريةالمختلفة. إن الوقوف على بدايات نشوء وتطور الجيش العربي الإسلامي منذ عهد الرسول (صلّ الله عليه وسلم)، وحتى نهاية العصر الأموي، للفترة (1-132ه/ 622-749م)، يدخل ضمن تأثيرات الحضارة العربية الإسلامية ونظمها المختلفة على باقي دول العالم، وبما أن لكل شيء بداية لذلك اصبح من الضروري الكشف عن أهم الأسس والمبادئ التي قام عليها هذا الجيش وانتظم، وإعطاء صورة واضحة عن التطور الذي وصل إليه الجيش العربي الإسلامي، والتي شهدت محاولات عديدة لطمسها من قبل كُتاب وباحثين قاصدين من وراء هذه المحاولات محاربة الحضارة العربية الإسلامية أوالتقليل من شأن تأثيراتها في الحضارة العالمية. لذلك فإن تاريخ المسلمين العسكري مليء بكل مايستحق الدراسة بكل اعتزاز وفخر، سواءً من حيث الفنون الحربية على مستوياتها المختلفة، او بما زخر به من امثلة رائعة في العبقرية العسكرية، في القيادة وادارة الحرب، ومن ايات الشجاعة والبطولة والفداء. هذا وقد تم تقسيم الدراسة الى مقدمة وخمسة فصول، تناولنا في الفصل الاول، المبحث الاول: الغزو والقتال عند عرب ما قبل الاسلام، في حين جاء المبحث الثاني للحديث عن القتال عند المسلمين من حيث مشروعيته واهدافه وانواعه ودوافعه واحكامه، اما المبحث الثالث فقد خُصص للحديث عن التجنيد عند العرب المسلمين بدءًا من عهد الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم)، ثم في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب(رضي الله عنه)، ثم الانتقال فيما بعد الى التجنيد في عصر الدولة الاموية(41-132ه). اما الفصل الثاني فقد عرّج على نشأة الجيش العربي الاسلامي وعناصره، وبحثنا فيه العناصر التي تألف منها الجيش العربي الاسلامي، وبينّا فيه دور العرب كعنصر اساسي وغالب في الجيش، ومساهمة البربر مع العرب في استكمال تحرير افريقية وفتح الاندلس وتوطيد اركان الاسلام هناك. كما بحثنا دخول الموالي في صفوف الجيش للقتال الى جانب العرب بإيمان عميق وتستر البعض منهم بالاسلام وخاصة الفرس وانضمامهم الى كل الحركات التي تحاول النيل من العرب والاسلام. وكُرّس الفصل الثالث، المبحث الاول عن الاسلحة، وقد بحثنا فيه تطور اسلحة الجيش وبراعة العرب في استخدام انواع الاسلحة وقابليتهم الفذة في الابتكار والتطوير وتفوقهم على اعدائهم في هذا المجال. اما المبحث الثاني فقد اشار الى صنوف الجيش والصنوف الجديدة التي استحدثها الامويون تماشياً مع متطلبات العمليات العسكرية. وعالج الفصل الرابع الحديث عن التعبئة واساليب القتال وتطور النظم الحربية في القتال واساليبه وتطبيق العرب السليم لمبادئ الحرب، واوضحنا فيه ان الاسلوب الهجومي التعرضي الهادف الى الدفاع عن النفس وعن الدين وعن العقيدة وعن الارض كان هو الغالب في جميع اعمالهم الحربية، بسبب رسوخ الايمان عند المقاتل العربي وشجاعته النادرة وثباته في القتال، واصراره على تحقيق النصر او الشهادة. وجاء الفصل الخامس والاخير للحديث عن العطاء وديوان الجند وهو نهاية لموضوع الكتاب. وقد آثرنا اعتماد المنهج التاريخي الوصفي القائم على سرد الاحداث التاريخية ومناقشتها وربطها وتحليلها واستنتاجها بغية الوصول الى الصورة الواضحة المعالم تاريخياً. والله الموفق… لا رب سواه