وصف الكتاب:
وما جعلني أضع هذه الآيات في وريقات، بين يديك أيها القارئ الكريم، وأسأل الله العلي القدير أن يتقبلها مني بقبول حسن، هو ذلك اليقين الذي نما وكبر بداخلي، كما الطفل في أحشاء أمه، مع كل نفسٍ أتنفسه، وكل رفة عين، ولمحة بصر. واليقين بأن أمر الله وقضاءه قضية حتمية ونحن مطالبون بالتصديق بها شرعًا، والأخذ بها دومًا مع أسبابها في أمور حياتنا. ووجدت أننا حين تمر بنا المصائب، وتجتاح أمننا وأماننا الخطوب، وتحدق بنا الأزمات من كل صوب، نتذكر كل شيء يجب أن نفعله؛ أو نتوجه إلى شخص ليساعدنا، أو نلتجئ إلى مكان ليؤوينا، ونظن بعجزنا أن بذلك تحل مسألتنا، ونغفل في خضم هذا كله عن مفتاح الخير، كل الخير، الذي بين أيدينا، كتاب الله عز وجل. فإنني بضعفي وعجزي وقلة حيلتي، أيقنت بعد هداية من الله وتوفيق منه أن كل آية، بل كل حرف، في كتاب الله العزيز يزرع فينا أملًا، ويسكّن فينا ألمًا، ويخلق فينا عزمًا وقوةً، إما بعبرة، أو قصة، أو ترهيب أو ترغيب!