وصف الكتاب:
يُعدّ كلَّاً من لودفيغ فيتغنشتاين وموريس ميرلوبونتي من أهم فلاسفة القرن العشرين، رُغم أنهما يعملان داخل تقاليد تُعتبر عموماً على النقيض من بعضها البعض. ومع ذلك، كما تُبيّن هذه المجموعة المميزة والمختارة بعناية، هنالك الكثير من التشابهات فيما بينهما. فكل منهما يرفض الصورة الديكارتية للعقل متجاوزاً ثنائية الشيء والوعي، الداخل والخارج وتبعات كل منهما، وعلم النفس الاستبطاني والسلوكية الموضوعية ويقدِّمان بديلاً يسمح بالدمج أو التكامل بين العقلي والمادي ويُنصف الدور الذي يلعبه الفعل الجسدي، واللغة، وعضويتنا داخل المجتمع الذي يشترك في شكل الحياة. تُعدّ هذه المجموعة المؤلَّفة من ثمان ورقات بحثية عالية الجودة، والمكتوبة من قبل نخبة من المتخصصين في المجال، هي الأولى من نوعها فيما يتعلق بالمقارنة والمقابلة والمفاضلة بين أعمال هذين الفيلسوفين الكبيرين. إذ تتضمن الموضوعات والمشاكل الأساسية المناقشة فيها تفاعلهما مع علم النفس الجشطالتي؛ ودور المجتمع في فلسفتيهما؛ وأوجه الشبه بين ميرلوبونتي في التمثيل والتصوير وفيتغنشتاين في القول والفعل؛ ومعالجتهما للتعبير؛ والذاتوية (الأنا وحدية)؛ وعدم التحديد؛ والمعرفة واليقين. يمثّل هذا الكتاب قراءة ضرورية لكل شخص يدرس أعمال فيتغنشتاين وميرلوبونتي، وكذلك لأولئك المهتمين بالفينومينولوجيا، وفلسفة العقل، وفلسفة اللغة. آمل من ترجمتي لهذا العمل سد ثغرة مهمة في المكتبة العربية فيما يتعلق بالافتراق والالتقاء بين هذين الفيلسوفين العظيمين، وكذلك إثراء كلا الطرفين المهتمين بهما الذين كثيراً ما تقترن معرفتهما بأحدهما بالتغاضي عن عمق فلسفة الفيلسوف الآخر أو ما انتهت إليه، ولعلّ هذا ما سيزيد من التلذذ بأصالة أفكار كل منهما، فأنت ترى نفس الفكرة هنا لكن من منابع مختلفة وتراها هناك لكن مع وعي وحذر أكبر من مآلاتها.