وصف الكتاب:
عجينة الإرشاد ومكوناتها ونظرياتها واساليب التدخل هي نفسها كما تظهر في كثير من المؤلفات عن الإرشاد، لكن الية تطويع كل ذلك يمثل العبء الاكبر لوضع كتاب مختلف مبسط، واضح المعالم، لا يقتصر فقط على مضمون العنوان الذي حمله، بل يمكن لكل معني في تعلم الإرشاد وطرقه ونظرياته الاستفادة منه، ويبدو ذلك بوضوح من خلال اختيار عناوين ومحتويات الفصول المختلفة. ففي الفصل الاول، تم البحث في اوجه التقارب والاختلاف بين التوجيه والإرشاد، اضافة الى تتبع تطور حركة الإرشاد الى ان وصلت الى ما وصلت اليه في عصرنا الحديث، وتأكيد اهمية وجودها كنهج تدخل للمساعدة في حل المشكلات. وفي الفصل الثاني، تم البحث في المبادئ الاساسية التي يستند عليها الإرشاد، كفن وعلم للمساعدة، حيث تم توزيع هذه المبادئ بين عدد من الفئات لكل منها سماته المميزة. في الفصل الثالث، تم التركيز على العلاقة الإرشادية بين المرشد والمسترشد والعوامل المختلفة التي تؤثر على بنائها منذ بداية عملية التدخل الإرشادي، مع التأكيد على صعوبة نجاح هذه العملية دون توفر عدد من السمات الشخصية والمهنية الخاصة بالمرشد، الى جانب التغلب على عدد من العناصر التي تشكل تحديا امام المرشد في تعامله مع المسترشد كظاهرة المقاومة لتلقي المساعدة، وظهور التحويل والتحويل المضاد والعجز عن بناء علاقة تحالف بين المرشد وبين المسترشد. اما في الفصل الرابع، فقد تم شرح (او تشريح) محتوى الجلسات الإرشادية ابتداءً من الجلسة الاولى وحتى الجلسة الاخيرة، حيث كانت هناك استفاضة في تفصيل ما يمكن ان يحدث في هذه الجلسات، ووضع المسترشد فيها ومقارنته بوضع المرشد. وصولا الى مرحلة التقييم النهائي لحالة المسترشد وما تم انجازه وما يحتاج الى مزيد من العمل عليه. ثم طريقة انهاء العلاقة الإرشادية مع المسترشد مع ابقاء الباب مفتوحا امامه كلما احتاج الى مساعدة المرشد. وفي الفصل الخامس، استعرضنا اساليب جمع المعلومات في الإرشاد، و تناولنا الجوانب المختلفة لهذه العملية ابتداء من العناصر الرئيسية في جمع المعلومات، والوسائل المستخدمة وانواعها كالمقابلة، الملاحظة، الاختبارات، السجلات، مؤتمر الحالة، واضيف اليها ما يعرف بدراسة الحالة، وافضنا في شرح الجوانب المتعلقة في كل منها نظرا لأهميتها ليتمكن المرشد من تحقيق فعالية استخدام المعلومات التي يحصل عليها من تلك الوسائل. في الفصل السادس بدأ التركيز على إرشاد الأطفال في مرحلة الدراسة الابتدائية لما لهذه المرحلة من حياة الانسان اهمية تأسيسية لما يليها من مراحل في عمره. ونوقشت الجوانب المختلفة في عملية الإرشاد الموجهة للطفل، ابتداء من التعرف على مجالات تقديم الخدمات الإرشادية لأطفال المرحلة الابتدائية، والاحتياجات الانسانية الاساسية وتفعيلها لدى أطفال تلك المرحلة، وتم البحث في موضوع الدافعية عند الأطفال نظرا لأهميتها في هذه المرحلة، وتم البحث في محاور الإرشاد الثلاث العلاجية والوقائية والنمائية، وقد رأينا ان نضيف الى ذلك البحث في مشكلة يعاني منها كثير من مدرسي المرحلة الابتدائية وهي مشكلة النشاط الزائد عند الأطفال الذي أضفى مفهوماً أكثر عمقا لهذا النشاط، وتفسيرا يمكن من خلاله مساعدة المرشد والمدرس على فهم هذه المشكلة بهدف تطوير برامج التدخل المناسبة للتعامل معها. كذلك تعرضنا لمشكلة صعوبات التعلم التي تظهر عادة في مرحلة الدراسة الابتدائية وعرضنا السمات السلوكية والنفسية للأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة، وكيفية تعديل سلوكهم. واعتقادا منا بان اي كتاب إرشادي لا يجب ان يخلو من برامج تدريبية تساعد الفئات المستهدفة على اداء مهماتها، فقد وضعنا عددا من البرامج التدريبية للمدرسين، ليصبح المدرس من خلالها ممتلكا لمهارة الادارة الصفية والقيام بدوره التعليمي للطلبة ليس فقط المواد الدراسية بل المهارات الحياتية التي تساعد على تنمية مهاراتهم الاجتماعية والادراكية، وتيسر امور التفاعل بينهم. ومن هذه البرامج تدريب المدرسين الفعال، ومناقشة دور المرشد التربوي في التواصل مع المدرسين، وكيف يمكن للمدرس ان يصبح مرشدا من خلال ما يعرف بشعار «المعلم المرشد»، اضافة الى وضع الية لكيفية تكوين اللقاءات الصفية من قبل المدرس ومشاركة الطلبة الذي يتعلمون كيفية ادارة هذه اللقاءات. اما في الفصل الثامن فقد تم عرض الفنيات المستخدمة في عملية تعديل السلوك، خاصة وان هناك اختلافاً فيما بينها تبعا للتوجه النظري الذي يعمل بموجبه المرشد، وتناولنا محددات اختيارها، وتوزيع هذه الفنيات ما بين فنيات او استراتيجيات مباشرة او غير مباشرة تبعا لطبيعة المشكلة او المشكلات التي يعاني منها الطفل، ثم عرضنا تلك الفنيات في مختلف المدارس الإرشادية ابتداء من فنيات الاشراط الاجرائي الى فنيات تعديل السلوك المعرفية. في الفصول الاربعة التالية (12,11,10,9) تم تناول الإرشاد في مجالات تطبيقية متعددة كمجال معالجة المشاكل الاسرية وخدمات الإرشاد المهني في مدارس المملكة العربية السعودية، حيث شرحت منهجية العمل الإرشادي في كل من هذه المجالات. وفي فصل الإرشاد المهني تم عرض نظريات الإرشاد المهني منذ بداية ظهوره وحتى السنوات الاخيرة من القرن العشرين، حيث تزداد اهمية هذا المجال نظرا لتعاظم اهمية سوق العمل وايجاد المهنة المناسبة للشخص المناسب، وتحقيق الاكتفاء الوظيفي الذي يحقق به الفرد قدراته الذهنية ويشبع احتياجاته المادية والمعنوية. وفي الفصل الذي يليه تم استعراض تجربة المدارس السعودية في مجال الإرشاد المهني، حيث تبين من خلال البحث نشاط مؤسسات التعليم السعودية في الاهتمام بتقديم كل ما يتعلق بالإرشاد المهني لطلبة المدارس تبعا لاختلاف المرحلة التعليمية، يضاف اليها تطلعات وزارة التربية والتعليم للارتقاء بالإرشاد المهني الى مستويات تؤدي الى بناء شخصية للطالب مؤهلة للانضمام الى سوق العمل بكل كفاءة وعلم. اما الفصل الاخير من الكتاب فقد خصصناه لعرض نظريات الإرشاد والعلاج النفسي المعروفة حيث يمكن للمرشد الاطلاع عليها جميعها او على اي منها، للإلمام بالمفاهيم المختلفة التي يحتاج الى التعرف عليها اثناء مزاولته لمهامه الإرشادية في المدرسة. في الوقت الذي رأينا ان نضع النظريات المتعلقة في الإرشاد الاسري ملحقة بالفصل الخاص بهذا النمط من الإرشاد (الفصلان 9-10)، تم تناولنا الإرشاد الاسري ومنهجية تطبيقه، حيث لا بد وان يكون المرشد- أياً كان مجال عمله- ملما ولو بالمفاهيم الاساسية لكل منها. وان يصبح لديه نوع من التكامل المعرفي بين هذه النظريات، وعملية التدخل الإرشادية مسلحا بفنيات تعديل السلوك، ويكون قادرا على فهم اكبر للمشكلات التي يعاني منها أطفال مدارس المرحلة الابتدائية وعلى وضع خطط التدخل المناسبة لتعديل سلوك أطفال هذه المرحلة.