وصف الكتاب:
لا أظن في الأمر مبالغة حين أقول إن ترجمة ونشر كتاب مغامرة الإسلام لمارشال هودجستون يُعد حدثاً ثقافياً عربياً. قضى الأكاديمي الأمريكي المرموق اثني عشر عاماً في تأليف هذا الكتاب، وتوفي عام 1968 وهو في السابعة والأربعين من عمره، وكان يقوم بالتنقيحات الأخيرة عليه، ولم يصدر الكتاب سوى بعد وفاته بستة أعوام أي في عام 1974. وصار مرجعاً أساسياً لدارسي الاستشراق والتاريخ العالمي وسوسيولوجيا الإسلام ومن الصعب على أي باحثٍ تجاوزه، وطوال العقود الأربعة الماضية لم تُقدِم دور نشر عربية على ترجمته على الرغم من أهميته البالغة، لضخامته وارتفاع تكاليفه. عن هذا الكتاب قال إدوارد سعيد: "باستثناء كتاب مغامرة الإسلام الذي يقع في ثلاثة مجلّدات وكتبه المرحوم مارشال هودجسون ونشر بعد وفاته، لم يحدث أن وجد جمهور المثقّفين كتاباً عامّاً عن الإسلام يعرضه عليهم بالأمانة المطلوبة". وقال عنه هشام شرابي: "هو أهمّ ما كُتب في التاريخ الإسلامي في القرن العشرين". أما ألبرت حوراني فقال عن هذا الكتاب: "قدّم لنا مارشال هودجسون إطار فهمٍ لا يقلّ ربّما في قيمته عمّا قدّمه سلفه الجليل ابن خلدون". من طرفه كتب إدموند بيرك في كتابه المهم إعادة التفكير في تاريخ العالم: "لقد رأى مارشال هودجسون بوضوح أنّ التاريخ الإسلامي نقطةٌ استراتيجيّة يُمكن منها توجيه النقد لخطاب الحضارة الغربية". هودجستون في كتابه الضخم قام بالقطيعة مع مناهج الاستشراق الكلاسيكي في دراسة التاريخ لصالح مقاربات أوسع نطاقاً، تتناول الوقائع التاريخية وتحلل التقاليد الثقافية، وتتتبع خطوط التأثير والتأثر في الثقافة والتجارة، وأثر النشاط الاقتصادي في البنية السياسية لتحقيق فهم أفضل للحضارة المدروسة. وقد اشتغل على كل ذلك بنزعة إنسانية عميقة الأثر، رافضاً اتصاف الشعوب بصفات جوهرانية ثابتة، كما رفض فكرة المركزية الغربية في دراسة التاريخ وفهمه وتهميش الحضارات والثقافات الأخرى، وقوض كثيراً من النظريات والسرديات الاستشراقية حول العالم والتاريخ الإسلاميين.