وصف الكتاب:
هل نعيش حقّاً في عصر ما بعد الحداثة؟ ربّما أثار هذا التساؤل الذي طرح كعنوان للدراسة الأولى التي ضمّها هذا الكتاب إشكالية كبيرة، لاسيّما في عالمنا العربي، فالكثير من النقّاد- على مستوى الأدب والفلسفة- يشكّكون بكوننا دخلنا في الحداثة لنعبرها إلى ما بعد الحداثة! هذا التشكيك قائم على أساس نظرة بسيطة لحياتنا، لكننا مع هذا ننظّر في الأدب والفن عن ما بعد الحداثة ومفاهيمها وتطبيقاتها، وننسى حياتنا التي ما زالت تقبع في بدائيتها حتى هذه اللحظة. ينشغل هذا الكتاب بتقديم المفاهيم الرئيسة لما بعد الحداثة ومناقشتها للوصول إلى فهم واضح للمتلقي العربي، بدءاً من تعريف ما بعد الحداثة، مروراً بسجالاتها الفلسفية، والطرائق التي تمت من خلالها عولمة المجتمع، وصولاً للواقعية الفائقة ومصطلحاتها التي تتداخل بالحياة اليومية بشكل ملحوظ، حتى ندخل في القيادة والتحوّلات التي طرأت عليها، ومن ثمَّ الإعلام والخطابات التي يبثّها بطرائقه المختلفة، لنصل في نهاية المطاف إلى فنين مهمين اعتمدت عليهما مفاهيم ما بعد الحداثة، فانتقلا معها إلى فضاءات واسعة، هما المسرح والتشكيل. الجدل الذي يقدّمه هذا الكتاب بموضوعاته المتنوعة التي تتناول ما بعد الحداثة وفلسفتها وفنونها، يُطرح من قبل كتّاب تختلف ثقافاتهم ومرجعياتهم الثقافية، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب بدراساته وباحثيه.